أطلق الخبير الاقتصادي والمصرفي اليمني وحيد الفودعي، مساء اليوم السبت، تحذيرًا شديد اللهجة بشأن الانخفاض الأخير في سعر صرف الدولار، مؤكدًا أن الترحيب بهذا الهبوط لا ينبغي أن يُعمي الناس عن مخاطره المحتملة، إذا لم يكن مدفوعًا بسياسات نقدية مدروسة يشرف عليها البنك المركزي بصرامة ومسؤولية.
وقال الفودعي في منشور هام رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك : "أنا مع هبوط سعر صرف الدولار طالما أن صعوده كان بفعل المضاربات، لكن بشرط أن يكون البنك المركزي هو من يقود هذا التراجع، وفق تقدير علمي دقيق لما يُعرف بالسعر العادل، لا أن يكون السوق هو من يُملي على البنك الواقع بعشوائية وارتباك".
وأكد أن مسؤولية البنك والحكومة لا تقف عند الهبوط، بل تبدأ منه، مشددًا: "التحدي الحقيقي يكمن في تثبيت السعر الجديد ومنع أي ارتداد مفاجئ، لأن أي صعود لاحق سيكون بمثابة إعلان فشل كامل في ضبط السوق، وسيضاعف معاناة الفئات الأشد فقرًا التي لا تقوى على تقلبات الأسواق".
وأوضح أن أسوأ سيناريو قد يواجه الاقتصاد الوطني هو أن يكون الانخفاض الأخير مجرد "خدعة سعرية" مؤقتة خطط لها لوبي المضاربين، بهدف جني أرباح ضخمة عبر إيهام المواطنين بتحسن زائف.
وحذر بالقول: "إذا عاد السعر للارتفاع فجأة، فذلك لن يكون تذبذبًا طبيعيًا بل صفعة اقتصادية كبرى تكشف عجز البنك المركزي، وتهدد بثورة ثقة لدى الشارع اليمني، وتُظهر البلاد كمن يسير دون بوصلة مالية أو رؤية إصلاحية".
الفودعي دعا في ختام تصريحه إلى مراجعة شاملة لأداء البنك المركزي، ووضع حد لتغوّل المضاربين، مؤكدًا أن "السكوت في هذا التوقيت ليس حكمة بل خيانة اقتصادية".