نجا الشارع العام في محافظة إب من كارثة بعد محاولة اختطاف فتاة شابة بطريقة خبيثة ومروّعة، داخل حافلة نقل صغيرة تحوّلت إلى "فخ متنقل" بداخلها أدوات تخدير وغموض يُنذر بخطر منظم يهدد فتيات المدينة.
الحادثة وقعت صباح يوم أمس الأربعاء في شارع المحافظة - ركن جحا، حيث أوقفت فتاة إحدى الحافلات الصغيرة (باص نقل) بنيّة التوجه إلى مستشفى الثورة، لكن المفاجأة أن الباص كان خاليًا من الركاب، ومعكوسًا بطريقة مريبة أقرب إلى "غرفة نوم متنقلة"، على حد وصف شهود عيان.
وبمجرد صعودها، قام السائق المدعو عمرو خالد الوصابي، وبجواره شخص يدعى محمد المكحل، برش مادة مخدّرة بكثافة في وجه الفتاة مباشرة، مما تسبب لها بحالة رعب هستيرية، دفعتها للقفز من الباص أثناء سيره بسرعة، لتتعرض لإصابات بالغة، بينها كسور خطيرة في اليد، وجروح ورضوض متعددة، نقلت على إثرها إلى قسم العناية المركزة، ولا تزال ترقد فيه حتى الآن.
لحظة إنقاذ مفاجئة.. وشاهد من نوع خاص
لحسن الحظ، تصادف أن مدير مديرية الظهار كان يقود سيارته خلف الحافلة، وشاهد الحادثة بأم عينه، فسارع إلى مطاردة الباص، وتمكن من إيقافه والقبض على الجناة، حيث جرى تسليم السائق ومرافقه إلى القسم الغربي، وتم إيداعهما السجن للتحقيق.
مجرم مكرّر.. وسجل أسود
المعلومات المؤكدة تشير إلى أن المدعو محمد المكحل سبق وأن تم توقيفه قبل نحو شهرين في قضية مماثلة، تضمنت محاولة تخدير فتاة واختطافها، ما يطرح تساؤلات صادمة حول وجود شبكات مختصة بجرائم استدراج الفتيات وسط صمت مريب وتواطؤ محتمل.
صرخة مدوية من الأهالي: لا للتسويات
الأهالي وناشطو المدينة أطلقوا صرخة احتجاج واسعة على مواقع التواصل، محذّرين من محاولات بعض المشايخ التدخل لإجراء "تسوية قبلية" أو حل ودي، كما جرت العادة في قضايا مماثلة.
وأكد الأهالي أنهم يحملون كل من يسعى لإخراج الجناة المسؤولية القانونية والأخلاقية الكاملة، داعين إلى إحالة المتهمين فورًا إلى النيابة العامة، وتطبيق أقصى العقوبات الرادعة بحق كل من يعتدي على أعراض الناس أو يسعى إلى طمس الحقائق تحت ستار الوساطة أو النفوذ.
الشارع يغلي.. والانفلات مستمر
الواقعة أعادت تسليط الضوء على الانفلات الأمني الخطير الذي تشهده محافظة إب منذ سقوطها بيد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وسط تصاعد غير مسبوق في الجرائم المنظمة وغياب سلطة القانون.