هزّت جريمة قتل مروعة الرأي العام، في العاصمة المحتلة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين، بعد أن أقدم طليق على ذبح والد زوجته السابقة، الحاج السبعيني قاسم ملهي، بطريقة وحشية تفيض دمًا وتفطر القلوب.
وقالت مصادر مقربة من الضحية، أن الجريمة وقعت في حي شيراتون – حارة الأمير الصنعاني مساء الاثنين الفائت، بلحظات بعد أداء الضحية لصلاة العشاء.
وأوضحت روايات الأسرة، بأن الحاج قاسم – وهو موظف متقاعد من المؤسسة الاقتصادية – كان يهم بدخول العمارة التي يسكن فيها، حين باغته الجاني، مراد أحمد يحيى الجلة، طليق ابنته، بطعنة غادرة في خاصرته، قبل أن يتحول المشهد إلى مذبحة مروعة داخل مدخل البناية.
القاتل لم يكتفي بطعن الضحية وسقوطه، بل واصل التمثيل بجثته بشكل صادم، إذ طعنه مجددًا في عينه وصدره ورقبته، ثم ذبحه من مقدمة عنقه، وقطع أوردة فخذه، قبل أن يمسك بجثمانه العجوز ويضربه بعنف في الجدار، حتى تناثرت الدماء وعمّ الصراخ الحيّ بأكمله.
الجاني، وهو والد لطفلين، كان قد تزوج ابنة الضحية في عام 2012، قبل أن يُخلع منها بعد 10 أعوام من زواجٍ مضطرب انتهى بأحكام قضائية منحت الحضانة للأم وألزمت الأب بالنفقة. إلا أن الجاني تهرب من تنفيذ الأحكام، فصدر بحقه أمر بالحبس، ليُفرج عنه لاحقًا بضمانة قبل شهرين فقط، ويبدأ حينها التخطيط لجريمته البشعة بدافع الانتقام.
الضحايا ليسوا فقط عائلة الحاج قاسم، بل كل المجتمع اليمني، إذ أعادت هذه الجريمة إلى الأذهان واقع الفوضى الأمنية وانهيار مؤسسات الدولة في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، حيث تتكرر جرائم القتل والعنف الأسري والانفلات الأمني دون رادع.
الضحية قاسم ملهي من أبناء محافظة إب – مديرية مذيخرة – عزلة الجوالح، أب لـ 11 ابنًا وابنة، عُرف بدماثة أخلاقه واستقامته، وكان سندًا لعائلته ومدافعًا شرسًا عن بناته وحقوقهن، حتى دفع حياته ثمنًا لمواقفه النبيلة.
أبناء الحي وعائلة الضحية طالبوا بسرعة القبض على الجاني، وتقديمه للعدالة دون تأخير، كما حمّلوا سلطات الحوثيين المسؤولية الكاملة عن تفاقم الانفلات الأمني، مطالبين بـ"ردع فوري وصارم" لمثل هذه الجرائم التي باتت تسفك الدماء بدم بارد وسط صمت وخذلان رسمي.