كشف وزير الخارجية اليمني الأسبق الدكتور أبو بكر القربي، الستار عن وقائع الساعات الأخيرة التي سبقت محاولة اغتيال الرئيس الراحل علي عبدالله صالح داخل جامع دار الرئاسة في يونيو 2011، مؤكدًا أن الانفجار الدموي جاء بعد لحظات من اتخاذ قرار رئاسي بتوقيع المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة السياسية آنذاك.
وفي حوار مثير مع صحيفة الشرق الأوسط، قال القربي إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس صالح مساء الخميس (ليلة الانفجار) يطلب منه الحضور إلى دار الرئاسة في العاشرة من صباح الجمعة، لمناقشة ملف التوقيع على المبادرة الخليجية التي كانت محل خلاف كبير آنذاك.
ويضيف القربي: "استبشرت خيرًا، وأدركت أن الرئيس اتخذ قراره أخيرًا... وبالفعل، اجتمعنا صباح الجمعة بحضور قيادات من المؤتمر والحكومة، وتم الاتفاق النهائي على توقيع المبادرة".
ويتابع الوزير الأسبق: "طلب مني الرئيس أن أبلغ الأشقاء في المملكة العربية السعودية بموافقته على التوقيع، وبعد انتهاء الاجتماع، اعتذرت عن أداء صلاة الجمعة في جامع دار الرئاسة بسبب مناسبة عائلية، فودعني بكلمة: بسلامة الله... وكانت نجاتي من الموت".
ويكشف القربي عن مفارقة غريبة حدثت لحظات خروجه من البوابة، حيث صادف اثنين من القيادات السياسية كانا في طريقهما للصلاة، أحدهما دخل المسجد، بينما تم منع الآخر من الدخول لأسباب أمنية، لينجو هو الآخر من الانفجار الذي وقع بعد ذلك بساعات قليلة وهز الجامع مخلفًا قتلى وجرحى من الصف الأول في النظام.
ويؤكد القربي أن محاولة الاغتيال لم تكن عشوائية، بل جاءت بعد لحظة توافق سياسي كبير كان من شأنها أن تفتح باب الحل، مشيرًا إلى أن ما جرى قلب المشهد رأسًا على عقب، وغيّر مجرى الأزمة اليمنية بشكل جذري.