في مشهد يُعيد التذكير بحالة الانفلات الأمني المتصاعد في محافظة تعز، أُصيب عدد من الأطفال، يوم الثلاثاء، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارة عسكرية تابعة لقوات موالية للحكومة اليمنية، كانت متوقفة قرب أحد المنازل في منطقة "حصبَره" شرقي مدينة التربة جنوبي محافظة تعز، وفق ما أفادت به مصادر محلية وشهود عيان.
وبحسب السكان، فإن الانفجار دوّى بشكل مفاجئ في وقت كانت فيه السيارة مركونة بالمكان منذ ساعات، وسط منطقة سكنية مأهولة، ما أسفر عن إصابة عدد من الأطفال بجروح متفاوتة، نُقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج. ولم ترد حتى الآن إحصائية دقيقة بعدد الضحايا أو مستوى خطورتهم، في ظل تكتم من الجهات الرسمية وغياب أي تصريح من الأجهزة الأمنية في المديرية أو المحافظة.
ولم تُعرف الجهة التي تقف وراء الحادث، في وقت تُثار فيه تساؤلات واسعة حول الإجراءات الأمنية المتخذة لحماية الأحياء السكنية، خصوصًا في ظل تكرار حوادث مماثلة باستخدام عبوات ناسفة تستهدف مركبات أو تجمعات عسكرية في مناطق مدنية.
الحادث أعاد إلى الواجهة مخاوف الأهالي من استمرار تدهور الوضع الأمني في ريف تعز الجنوبي، خصوصًا في مدينة التربة، التي شهدت خلال الأشهر الماضية حوادث أمنية مشابهة وسط صراع النفوذ بين قوى عسكرية متعددة تتقاسم السيطرة على المنطقة، ما جعل المدنيين، وعلى رأسهم الأطفال، ضحايا مباشرين لهذه الصراعات.
وتأتي هذه الواقعة في وقت تتزايد فيه الدعوات لمراجعة الخطة الأمنية في المناطق "المحررة" بتعز، وتعزيز حضور الدولة، والحد من حالة التسيب التي سمحت بتمدد الجماعات المسلحة وعمليات التفخيخ في أماكن مأهولة بالسكان.
حتى اللحظة، لم تصدر السلطات المحلية أو الأجهزة الأمنية في محافظة تعز أي بيان رسمي يوضح تفاصيل الحادث أو يكشف عن الجهة المحتملة التي قد تكون وراءه، الأمر الذي يضاعف من حالة القلق والاحتقان الشعبي، ويطرح علامات استفهام حول كفاءة وإرادة الجهات الأمنية في ضبط المتورطين وتفكيك خلايا التهديد المزروعة في قلب الأحياء السكنية.