أنقذت وحدات خفر السواحل بمحافظة حضرموت، يوم الإثنين، - في مشاهد تُشبه المعجزات - سبع حالات غرق متفرقة من بين أنياب الأمواج والتيارات العنيفة التي باغتت المصطافين على امتداد الساحل، في ذروة موسم "نجم البلدة" المعروف باضطراب البحر وقوة تياراته الساحبة.
وذكرت غرفة عمليات خفر السواحل، في بيان رسمي، أن فرق الإخلاء والإنقاذ نفذت ثلاثة تدخلات طارئة في مواقع مختلفة، أبرزها في منطقة بروم، حيث كادت أربعة أرواح أن تُزهق بفعل تيارات مفاجئة جرفتهم بعيدًا عن الشاطئ، قبل أن يتم انتشالهم في اللحظات الأخيرة بعملية سريعة ومحترفة.
وفي مدينة الشحر، أنقذت وحدة الإنقاذ فتاة كانت على وشك الغرق، بعدما جرفتها تيارات عالية الخطورة إلى مناطق غير آمنة. وتمكنت الطواقم من سحبها وتقديم إسعافات أولية عاجلة، لتستعيد وعيها وسط ذهول من شهود العيان.
وفي ساحل قصيعر، لم تكن الصورة أقل دراماتيكية، حيث تدخّلت الوحدات البحرية لإنقاذ فتاتين سحبتاهما الأمواج أثناء السباحة، وتم إسعافهما ميدانيًا ونقلهما إلى مركز طبي قريب، حيث استقرت حالتهما لاحقًا.
وأشادت قيادة خفر السواحل بـ"اليقظة الميدانية الفائقة" لعناصرها، مؤكدة أن التبليغ المبكر والتعاون المجتمعي لعبا دورًا حاسمًا في إنقاذ الأرواح، داعية في الوقت ذاته المواطنين والمصطافين إلى الابتعاد عن المناطق المحظورة، والالتزام بالإرشادات التي تصدرها الدوريات المنتشرة على طول الشريط الساحلي.
وفي تحذير شديد اللهجة، حذر مكتب التوجيه المعنوي بخفر السواحل من أن التيارات الساحبة في بعض السواحل قد تكون قاتلة حتى للسباحين المحترفين، مشيرًا إلى أن تجاهل التنبيهات والدخول إلى مناطق السباحة الخطرة هو السبب المباشر في أغلب الحوادث المسجلة مؤخرًا.
وتشهد سواحل حضرموت هذه الأيام إقبالاً كبيرًا من الزوار خلال موسم "نجم البلدة"، الذي يصاحبه ارتفاع في درجات الحرارة وبرودة مياه البحر، لكن أيضًا تيارات بحرية غادرة، تستدعي مزيدًا من الحذر والانضباط، تفاديًا لتحول الاستجمام إلى مأساة.