اقتحم عشرات المواطنين مبنى السلطة المحلية بمدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، اليوم الاثنين، وسط احتجاجات عارمة شلّت الشوارع، احتجاجًا على الانهيار التام في خدمة الكهرباء وتدهور الخدمات الأساسية.
وقالت مصادر محلية إن مئات المحتجين تدفقوا منذ الصباح الباكر إلى محيط مبنى السلطة المحلية، رافعين لافتات وشعارات تطالب برحيل المسؤولين المحليين الفاسدين، محمّلين إياهم مسؤولية الفشل الذريع في إدارة الأوضاع وتفاقم معاناة المواطنين، خصوصًا في ظل موجة الحر الشديدة.
وأضافت المصادر أن عشرات المحتجين تمكنوا من اقتحام المبنى بسهولة، في ظل غياب الترتيبات الأمنية الفاعلة، ما أدى إلى حالة من الفوضى والارتباك داخل المكاتب الحكومية، ودفع الموظفين إلى مغادرة المبنى على عجل.
يأتي هذا الغضب الشعبي في وقتٍ حذّر فيه مدير عام كهرباء ساحل حضرموت، المهندس مازن بن مخاشن، من دخول مدينة المكلا في ظلام كامل اعتبارًا من فجر الاثنين، بعد توقف عدد من مولدات التوليد عن العمل نتيجة نفاد الوقود وعدم وفاء شركة بترومسيلة بتزويد المحطات بالمازوت المطلوب.
وأصدر المحتجون بيانًا طالبوا فيه بـ:
إقالة الفاسدين والمقصّرين فورًا.
إطلاق خطة طوارئ عاجلة لإنقاذ المدينة من الانهيار.
تحسين خدمة الكهرباء والخدمات العامة فورًا.
وفي سياق متصل بالتصعيد الشعبي، خرجت نساء مدينة المكلا عصر اليوم الاثنين، في تظاهرة شعبية حاشدة، حملت طابعاً نسائياً مميزاً، عبّرن خلالها عن سخطهن العميق واستيائهن من تردي الأوضاع المعيشية، لا سيما استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يومياً، وشح إمدادات المياه الصالحة للشرب، في ظل صيف قيظ وظروف معيشية متفاقمة.
وقد تجمع المئات من النساء من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية في ساحة العروض وسط المدينة، حاملات الأعلام اليمنية، واللافتات المطالبة بتحسين الخدمات الأساسية، مرددات هتافات حماسية تندد بالإهمال الحكومي وتطالب بحقوق "لا تُنازع"، وفق تعبير إحدى المشاركات.
وتحت شعار "الحياة كرامة"، رفعت المتظاهرات لافتات كتب عليها:
"الكهرباء ليست ترفاً"،
"أبناؤنا يمرضون في الظلام"،
"الماء حق، لا ترخيص"،
"كفى معاناة في بيوت النساء"،
"نريد حياة، لا وعوداً فارغة".
وأكدت احد المحتجات أن "المرأة في المكلا لم تعد قادرة على تحمل تبعات انهيار الخدمات، فبين تربية الأبناء ورعاية المنزل، أصبحت تواجه تحديات يومية لا تُحتمل، من انقطاع الكهرباء الذي يعطل الثلاجات والأجهزة الطبية، إلى نقص المياه الذي يهدد الصحة العامة، خصوصاً للأطفال وكبار السن".
وأضافت ام احمد محتجة اخرى: "نحن لسنا هنا كمتظاهرات فقط، بل كمواطنات يطالبن بحقوق دستورية مكفولة. نريد أن نُسمع، وأن تُؤخذ معاناتنا على محمل الجد. لم نعد نحتمل أن نعيش في ظلام دامس ووضع مزري".
وأعربت فعاليات مجتمع مدني وناشطون حقوقيون عن تضامنهم مع المظاهرة، مشيدين بـ"الدور الريادي للمرأة المكلاوية في الدفاع عن كرامة المجتمع"، داعين السلطات المحلية والجهات المختصة إلى "الاستجابة الفورية لمطالب المتظاهرات، ووضع خطة طارئة لتحسين خدمة الكهرباء والمياه".