فجّرت شهادات موثقة في الفيلم الوثائقي "علي عبدالله صالح.. المعركة الأخيرة"، الذي بثته قناة "العربية" مساء أمس السبت، مفاجآت مدوّية بشأن لحظة فارقة كادت أن تغيّر وجه الحرب في اليمن، حين امتنع الرئيس الراحل علي عبدالله صالح عن مواجهة مليشيا الحوثي، رغم توفر الظروف الميدانية والشعبية لإسقاطهم في العاصمة صنعاء.
وفي شهادة لافتة أدلى بها النائب البرلماني عبدالرحمن المعزب، قال إن الزخم الشعبي الذي احتشد في ميدان السبعين يوم 24 أغسطس 2017 كان يمثل لحظة تاريخية نادرة لإنهاء هيمنة الحوثيين، مضيفًا: "الآلاف جاؤوا مستعدين للمواجهة، لكن الزعيم طلب منهم الانسحاب وعدم التصعيد، مما أثار حالة من الغضب والاستياء وسط الحشود".
من جهته، كشف العقيد عمر أبوشوارب، الحارس الشخصي للرئيس السابق، عن تفاصيل دقيقة من خلف الكواليس، مشيرًا إلى أن لحظة الحشد في السبعين كانت الفرصة الذهبية للقضاء على الحوثيين، وأن وحدات عسكرية وشعبية كانت في حالة تأهب، إلا أن ضغوط وساطات داخلية وخارجية دفعت صالح إلى التراجع.
وأكد أبوشوارب أن "الفرصة كانت سانحة وحاسمة، وكان يمكن إنهاء وجود الحوثيين في تلك اللحظة، لكن حسابات الزعيم وقتها غلّبت خيار حقن الدماء".
وفي إشارة مثيرة، ألمحت قناة "العربية" في الوثائقي إلى أن علي عبدالله صالح غادر منصة السبعين وهو يعلم أن قرار تصفيته قد تم اتخاذه بالفعل، وأن ما تبقى كان مجرد اختيار التوقيت والطريقة.