حذّر تحليل نشرته مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأميركية من أن مليشيا الحوثي في اليمن ستستمر في تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر واستهداف السفن التجارية، ما لم تواجه عواقب حقيقية وحاسمة لاعتداءاتها.
وفي تحليل مشترك للباحثين مارك دوبوفيتس وكوبي جوتليب تحت عنوان: "الاتفاق مع الحوثيين ليس اتفاقًا على الإطلاق", أكد الكاتبان أن محاولات التهدئة التي انتهجتها الولايات المتحدة لم تفلح في ردع الحوثيين، بل استغلتها الجماعة المدعومة من إيران لإعادة التسلح وتكثيف هجماتها على المصالح الدولية.
وأشار التحليل إلى أن الحوثيين نفذوا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 عشرات الهجمات على سفن الشحن المدني في البحر الأحمر، مما أدى إلى اضطراب كبير في سلاسل الإمداد العالمية، وهدد أحد أهم الممرات البحرية الحيوية في العالم، مشددًا على أن هذه التهديدات لا تمس إسرائيل فقط، بل تطال الأمن البحري العالمي بأكمله.
وأطلق الحوثيون، بحسب التقرير، صاروخين باليستيين على مطار "بن غوريون" الإسرائيلي في يوليو الجاري، ضمن سلسلة من الهجمات المستمرة التي تعكس تصعيدًا عسكريًا واسعًا يتجاوز نطاق اليمن، ويؤكد ارتباط الجماعة بالأجندة الإقليمية لإيران.
وحمّل الباحثان السياسة الأميركية مسؤولية هذا التصعيد، مؤكدين أن اعتماد واشنطن على الدبلوماسية و"خفض التصعيد بأي ثمن"، شجّع الحوثيين على مواصلة العدوان دون خشية من الردع. وأضافا: "لقد أثبت التاريخ أن كل هدنة تُمنح للحوثيين تتحول إلى فرصة لإعادة تنظيم الصفوف، وتعزيز التسلح، ثم العودة أكثر شراسة".
ودعا التحليل الإدارة الأميركية إلى تغيير نهجها في التعامل مع الحوثيين، من خلال فرض عقوبات مشددة، وتصعيد الضغط الدبلوماسي، وعدم استبعاد الخيار العسكري، مشددين على أن "وقف إطلاق النار يجب أن يُنتزع لا أن يُمنح"، وأن "الاتفاقات مع الجماعات الإرهابية لا تُعوّل عليها".
وأشار الباحثان إلى أن التجربة السعودية مع الحوثيين خلال السنوات الماضية قدمت نموذجًا واضحًا لفشل سياسة التهدئة، حيث تم خرق كل التفاهمات من جانب الحوثيين، في الوقت الذي واصلوا فيه تهريب الأسلحة من إيران وتوسيع قدراتهم الهجومية.
وختم التحليل بتحذير واضح: "ما لم تدرك واشنطن أن المصداقية تتطلب استعدادًا للردع الحقيقي، فإن الحوثيين سيواصلون قتل المدنيين واحتجاز الرهائن وتهديد التجارة الدولية دون رادع. هذه ليست مجرد جماعة يمنية، بل وكيل نشط لطهران في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسيةً واستراتيجية".