آخر تحديث :الأحد-27 يوليو 2025-02:20ص

عن فيلم الزعيم صالح

الأحد - 27 يوليو 2025 - الساعة 01:27 ص

عبدالسلام القيسي
بقلم: عبدالسلام القيسي
- ارشيف الكاتب


ملحمة كاملة، أستشهد فيها الزعيم، وبقي طارق مقاتلاً حتى هذه اللحظة،

ربما بكيت، لكن شمخت أكثر، بشجاعة صالح ورجاله .


وعن القائد طارق


عندما غادر الزعيم صنعاء الى سنحان بقي طارق في الثنية،

بقي يقاتل،

لا يمكن بقائهما في مكان واحد،

ذهب صالح وبقي طارق،

استمر القائد في الثنية حتى اللحظة الأخيرة ولما أيقن بتفوق الكهنوت، وكقائد عسكري يعرف متى يقدم ويحجم ، قام بالتمويه وكان آخر من يغادر الثنية،وبدأ التخفي وسط حواري صنعاء، إنتقل الى شعوب، وحمته القدرة،

قدرة الله وحنكته أخرجتاه سليماً من صنعاء،

لترتيب ما هو أكبر،

وجمع ما فرقته الخسارة،

وإنبثق مجدداً،

وها نحن لا زلنا بذات المعركة الى هذه اللحظة.


‏هي قناة العربية، ليست اليمن اليوم ولا الجمهورية،

الفيلم بالعموم جميل،

قدم صالح بصورة جلية، ولم يقدس أو يدنس الزعيم، هو صالح، بصوابه وخطئه، ولكن الفيلم رسم خطاً عريضاً حول صالح وأنه الجمهوري،

والذي لا يفرط بالمؤسسات،

وأول إنتصار لصالح على الحوثي ولذا بقى في صنعاء هو الغاء الإعلان الدستوري الذي أوقف العمل بالدستور وحل مجلس النواب،فهذا ما حدث، في قمة النشوة الكهنوتية أستطاع صالح التغلب عليهم، وقام بإلغاء الإعلان الدستوري، وهو رافعة دخولهم صنعاء،

وهكذا بقي مؤمناً باليمن،

وقع صالح بين هذا وذاك وهو يسعى لحفظ البلد والمؤسسات،

والتحالف الشكلي مع الكهنة وقد أتى متأخرا سنة ٢٠١٦ ضرورة فرضتها الوقائع،

والواقع،

ومعركة صالح السياسية توازي ألف جبهة،

وفي النهاية أطلق طلقته الأخيرة بشجاعة الكبار عبر التأريخ، ولا أحد فعل مثل صالح، أو ضحى مثله، وكان رأس المعركة الأول .


‏كنت من قبل أعرف رواية ومكان استشهاد الزعيم،

كم تقت للبوح بها،

رواية بيت المعيشة تقليلاً بحق ديسمبر، فهو رجلاً غير عادياً لم ينتظر ليتخلصوا منه في بيته ولم يهتم بالدفاع عن بيته بل عن اليمن الكبير،

ككل قائد يمضي وفق خطته، توجه الى سنحان ليوسع الرقعة وليتحرك بيسر،

وليحشد المقاتلين،

وشاءت المقادير غير ذلك،

وطار الى السماء،

وأن تظهر الرواية الحقة فهي تعزز شجاعته وربما التقليل منه في الرواية المكرورة لسنوات أنه أستشهد في بيته، صدقوني .


‏لا زال صالح يتجدد الى هذه اللحظة، فبعد استشهاده بثمانية أشهر ظهر تسجيله الأخير وهو يدعو الشعب للثورة، وعاك حينها كما لو هو إرتقى يومها، واليوم برواية مكان وزمان الارتقاء عاد مجدداً وتجدد مرة وأخرى وثالثة وكما لو أنه إستشهد ليلة أمس، وإعجاز الزعيم يكمن في البقاء قيد الحدث بعد ثمان سنوات من موته .


هو الزعيم عاش كما نشاء، بتصرف من حمود خالد الصوفي ،ومات كما يشاء .. أختار ميتته غصباً عنا جميعاً .. وكلنا خذلناه، للأسف.


‏طارق لم يمت حتى يروى عنه، بل روايته مستمرة،

روايته لا زالت مشتعلة،

وفصل واحد من فصول روايته ٧٥٠ طن ..

كان الفيلم لمن أرتقى، ومن بقى مكملاً معركته ترويه البنادق الحامية، في جبهات الكرامة، وطارق على قيد المعركة .


‏قلت سابقاً، صالح الرئيس المظلوم، وها هي قناة العربية ولا تنزع لأي حسابات وليست بموقف يهتم بأي طرف، عادت الهوينا الهوينا لتقديم صالح بما يليق به، فلا مخلوع هذه المرة، ولا سلم السلاح ولا أسقط صنعاء، وليس صالح من أدار لعبة الإنقلاب، برأيكم لماذا ؟


أدرك الجميع مغبة التفريط بصالح، تكاد السعودية تقول لتعد مشاغبات صالح وخلافاتنا معه أفضل وأأمن وأوفى من كل هذه الطوابير، حول اليمن، فلا الشرعي محل ثقة ولا الإنقلابي كذلك،وكلهم سواء، بلا قواعد إشتباك، لا يعرفون ماذا يفعلون !


هذا الفيلم من قناة العربية وهي بالأمس تحمله كل السقوط،يعني اعتذاراً نبيلاً، بلغة الإيحاء، عن ضبابية الموقف وغبارية الرؤية .

‏عمر أبو شوارب، من أبطال ديسمبر، حكايته تقنع المجرات بالهبوط والإستماع اليه،استمعت اليه في الساحل ذات مرة، وقبلته في رأسه،وله حكايتان، القتال في ديسمبر، والثانية الهروب من سجن الكهنوت، لا أحد أستطاع أن يحتال ويغاد سجن الكهنوت سواه .


حكايته الثالثة التحاقه بالحراس، جرح مجدداً في الساحل، وقد لحظتم أثر الجرح في فكه، هو بطل من زمن مختلف، لكن كالعادة طابورنا لاينزع لترويج بطولاته، رغم إنها تستحق، بطولة فارقة .


عمر جمع الثلاث، بل الأربع، قتاله في ديسمبر وإصابته، ثم سجنه وهو جريح الى هروبه من السجن، ثم التحاقه بالساحل الى إصابته.


الله، حكاية من زمن مختلف، ظننا انها ابنة الكتب فقط،والمرويات.