ضمن صراعات الخفاء داخل أروقة مليشيا الحوثي، تعرض القيادي السابق في الجماعة والناشط الموالي لها فارس أبو بارعة لاعتداء مسلح عنيف أمام منزله وسط العاصمة المحتلة صنعاء، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة، وهو الآن يصارع الموت في أحد المستشفيات.
يُعرف أبو بارعة بكونه أحد أبرز قيادات الحوثيين السابقين في ما كان يُعرف بـ"اللجنة الثورية العليا"، وكان من المدافعين المستميتين عن المليشيات وقيادتها في صنعاء، حيث ظهر في عدة مناسبات رفقة قيادات الصف الأول في الجماعة، بينهم محمد علي الحوثي، ابن عم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.
مصادر مقرّبة كشفت أن الاعتداء عليه قد يكون رد فعل على انتقاداته العلنية الأخيرة لرئيس ما تسمى بالهيئة العامة للأوقاف التابعة للحوثيين، عبدالمجيد الحوثي.
وأكدت زوجته، إن مسلحين مجهولين اعترضوا طريق أبو بارعة مساء يوم الأربعاء في حي السبعين، وانهالوا عليه ضربًا مبرحًا قبل أن يفرّوا دون أن تعرف الجهات الأمنية أو تقدم أي حماية أو تحقيق.
في منشورات مثيرة على حسابه الرسمي قبل أيام، اتهم أبو بارعة عبدالمجيد الحوثي بـ"إقالة مدير أوقاف محافظة إب وسجنه دون أي مسوغ قانوني"، بالإضافة إلى تعيين زوج ابنته مكانه، معتبرًا ذلك "تصفية معنوية" وتكرارًا لنهج الاستبداد الذي يعمّق المحسوبية ويكرس السلطة داخل الجماعة.
هذه الحادثة تفتح نافذة على الصراعات الداخلية في صفوف الحوثيين، الذين لم يعودوا يتسامحون حتى مع من كانوا يوماً من أعمدة النظام، حيث يواجه أي صوت نقدي، حتى من داخل الجماعة نفسها، ردود فعل عنيفة ومهددة للحياة.
في ظل هذا التصعيد، لم تصدر أي جهة رسمية في صنعاء أي تصريح أو إدانة للحادثة، مما يثير التساؤلات حول تورط أطراف داخل الجماعة أو غض الطرف عن مثل هذه الاعتداءات التي تستهدف أقطابها السابقين.
الحادث يؤكد حجم الفوضى وانعدام القانون حتى داخل الجماعة التي تتحكم بصنعاء، حيث يُستخدم السلاح كأداة قمع داخلية ضد المنتقدين، ما يعكس أزمة ثقة عميقة وصراع على النفوذ والسلطة يهدد باستمرار دوامة العنف والاضطرابات داخل مناطق سيطرة الحوثيين.