تجسيداً لحجم القهر والمعاناة التي يعيشها المواطنون في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، أقدم سائق باص أجرة في العاصمة المحتلة صنعاء، يوم الأربعاء، على إضرام النار في مركبته الخاصة، وسط الشارع، احتجاجًا على الملاحقات اليومية والتضييق الذي يتعرض له من قبل منتحلي صفة "المرور" التابعين للمليشيا.
وقالت مصادر محلية إن السائق ـ الذي لم تُعرف هويته بعد ـ لجأ إلى هذا الفعل اليائس بعد أن نفد صبره من الابتزاز المستمر من قبل نقاط المليشيا المنتشرة في شوارع صنعاء، والتي تُجبر سائقي الباصات على دفع إتاوات مالية بصورة يومية، تحت تهديد الحجز أو الاعتقال.
وأكد شهود عيان أن السائق كان يصرخ بغضب قبل إشعال النار في الباص، مرددًا عبارات تعكس حجم القهر، في مشهد أصاب المارة بالذهول، ووثق بعضهم الحادثة بمقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.
ويأتي هذا التصرف في ظل تصاعد وتيرة الاحتجاجات الفردية الغاضبة ضد ممارسات الحوثيين، إذ لم تكن هذه هي الواقعة الأولى؛ فقد سبقها حادث مشابه في مدينة الحديدة قبل أسابيع، حين أضرم شيخ قبلي النار في سيارته احتجاجًا على اعتداءات مماثلة.
ويرى مراقبون أن مثل هذه الأحداث تكشف عن وصول الاحتقان الشعبي إلى درجات غير مسبوقة، خصوصًا مع انسداد الأفق أمام المواطنين وغياب أي جهة محايدة قادرة على الإنصاف أو حماية المدنيين من تسلط الحوثيين الذين حولوا أجهزة الدولة إلى أدوات للنهب والقمع.