اتهم الصحفي جميل الصامت، المهتم بفضح فساد وجرائم جماعة الإخوان في محافظة تعز، مليشيات ما يُعرف بـ"لواء الجبولي" بتحويل ريف تعز الجنوبي، وتحديدًا الحجرية، إلى ساحة عبث وابتزاز واختطافات خارجة عن سلطة الدولة، منذ اغتيال العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع.
وقال الصامت على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، إن "وكلاء الهضبة" قرروا تأديب الجغرافيا المتمردة في الحجرية بعد استشهاد الحمادي، عبر زرع لواء خارج عن القانون، لا يحمل قرارًا جمهوريًا ولا يمتلك مسرح عمليات واضح، بل أُنشئ خصيصًا لمهام تتجنب الحوثي وتستهدف أبناء تعز، بخنق خطوط الإمداد والتحكم في مفاصل ريف المحافظة.
وأكد أن الحجرية التي كانت في عهد الحمادي نموذجًا للدولة والنظام والجاذبية المجتمعية، تحولت إلى "إمارة طاردة" تحكمها ميليشيات الإسلام السياسي بقوة السلاح، وتفرض أجندتها الحزبية المغلقة عبر الترهيب، والفساد، والاغتيالات، وتصفية الحسابات.
وأضاف أن لواء الجبولي بات يتعامل مع المناطق وكأنها إرث خاص به، يختطف ويعتقل دون أوامر قضائية، ويستبيح القرى والأحياء باسم "الشرعية"، التي تحولت إلى ماركة سياسية حصرية يستخدمها لتبرير بلطجته، وابتزاز المواطنين، وملاحقة كل من يرفض الانصياع لسلطته الفوضوية.
ومن أبرز الانتهاكات التي رصدها الصامت، استمرار اعتقال أحداث من أبناء المقاطرة منذ أكثر من عام دون إحالتهم إلى النيابة، بالإضافة إلى اختطاف مدير مباحث المقاطرة، على يد أطقم تابعة للواء، بزعم أنه "حوثي" لمجرد أنه عمل سابقًا في الحديدة، بينما الحقيقة – بحسب مصادر محلية – أن الضابط رفض تدخلات وبلطجة أحد إخوة الجبولي.
وأشار الصحفي إلى أن "أسطوانة التحوث" باتت ستارًا جاهزًا تستخدمه المليشيات لتصفية الخصوم، حتى أن الحوثيين أنفسهم لا يعرفون معنى التهمة التي يتم إلصاقها بأي شخص يختلف مع جماعة الجبولي.
جميل الصامت ختم منشوره بتساؤل مرير: "هل ما يجري في الحجرية تمرد على الدولة؟ أم أن الدولة هي من تمردت على نفسها وسلمت ظهرها للعبث؟".