أشعلت قبائل سفيان، يوم الجمعة، موجة غضب واسعة في بيان ناري هو الأول من نوعه عقب اغتيال الشيخ علي صلاح جتوم، أحد أبرز وجهاء القبيلة، برصاص عناصر تابعة لمليشيا الحوثي أثناء مروره على الطريق الرابط بين محافظتي صعدة وعمران، بعد خروجه من مجلس القيادي الحوثي عبدالكريم المؤيدي.
وأكد البيان أن الشيخ جتوم، وهو شخصية إصلاحية اجتماعية مرموقة، سقط "بدم بارد على قارعة الطريق" في مشهد وصفته القبيلة بـ"الوحشي" الذي يعكس استخفافًا بالقيم القبلية والأعراف اليمنية العريقة.
وأدانت القبيلة الجريمة بأشد العبارات، معتبرة أن ما حدث "عمل إجرامي جبان" طال رجلًا معروفًا بدوره في رأب الصدع، وحل النزاعات، والدعوة للسلم الأهلي، محمّلة جماعة الحوثي كامل المسؤولية عن عملية الاغتيال والتستّر على منفذيها.
وطالبت قبائل سفيان في بيانها بتسليم القتلة فورًا دون مماطلة، محذّرة من أن التهاون في هذه القضية "يهدد النسيج القبلي والسلم الاجتماعي"، خاصة مع دخول اعتصام أبناء القبيلة يومه الخامس في "مطرح القبيلة" دون أي استجابة من السلطات الحوثية.
وانتقد البيان صمت قيادة الحوثيين حيال الجريمة، معتبرًا أن هذا التجاهل "يوجّه صفعة قاسية لتحالف الدولة والقبيلة، ويزيد من الفجوة بين المجتمع والسلطة القائمة".
وفي ختام البيان، وجّهت القبيلة نداءً عاجلًا إلى "صنّاع القرار" بضرورة إنصاف القتيل وتحقيق العدالة قائلين:
"لقد قدّمت القبائل الكثير دفاعًا عن قضايا الأمة، ولن تقبل أن يُكافأ أبناؤها بالغدر والصمت".
يُشار إلى أن حادثة الاغتيال وقعت في توقيت حساس تشهده المحافظات الشمالية، حيث تصاعدت الاحتجاجات القبلية ضد ممارسات الحوثيين القمعية وسط مؤشرات عن اتساع دائرة الغضب في أوساط القبائل.