شهدت مدينة تعز صباح اليوم احتجاجات شعبية غاضبة تنديدًا باستمرار أزمة المياه الخانقة التي تضرب المدينة منذ شهور، وسط اتهامات متصاعدة للسلطات المحلية بالتقاعس والإهمال في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الخدمية التي تشهدها المدينة.
وتجمهر عشرات المواطنين في شارع جمال عبد الناصر – الشريان الرئيسي الذي يربط وسط المدينة بعدد من أحيائها – حيث قام المحتجون بإشعال الإطارات وقطع الطريق، تعبيرًا عن استيائهم من غياب الحلول الحكومية واستمرار انقطاع المياه عن منازلهم لأوقات طويلة.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب بـتدخل عاجل من الجهات المختصة لتوفير المياه، محمّلين السلطة المحلية ومؤسسة المياه مسؤولية تفاقم الأزمة وتدهور الخدمات الأساسية في المدينة المحاصرة منذ سنوات.
وفي تطور لافت، أقدمت قوات عسكرية تابعة لمحور تعز العسكري – الموالي لتنظيم الإخوان – على قمع المحتجين باستخدام القوة، حيث أطلقت الأعيرة النارية في الهواء في محاولة لتفريق المتظاهرين وفتح الطرقات المغلقة بالقوة.
ووثق نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد مصوّرة لاعتداءات مباشرة نفذها جنود ضد شباب مشاركين في الاحتجاجات، في وقتٍ اعتبر فيه ناشطون محليون أن هذا القمع يعكس توجّهًا لفرض الصمت بالقوة بدلًا من الاستجابة للمطالب المشروعة للسكان.
وتأتي هذه التحركات الشعبية في ظل تدهور غير مسبوق في وضع المياه بمدينة تعز، حيث يعاني الآلاف من السكان من شُحّ حاد في مياه الشرب وارتفاع جنوني في أسعار صهاريج المياه، دون أي تدخل فعال من الجهات المعنية.
وكانت تعز قد شهدت في الأسابيع الماضية وعودًا رسمية بحلول مرتقبة، إلا أن تلك الوعود لم تنعكس على الأرض، فيما تتزايد معاناة المواطنين يومًا بعد يوم، وسط مطالبات بفتح تحقيقات في أسباب الأزمة ومحاسبة المتورطين في تعميقها.