تشهد العاصمة عدن موجة غلاء جنونية وغير مسبوقة ضربت المطاعم والمقاهي، جعلت من الوجبات الشعبية البسيطة حلمًا بعيد المنال لكثير من الأسر اليمنية، وسط حالة غضب واستياء واسع من المواطنين في ظل انعدام الرقابة الرسمية وغياب أي دور فعّال للجهات الحكومية.
وأكد سكان محليون أن أسعار الوجبات الأساسية مثل "المحشي، الكبسة، المكرونة، الشوربة" ارتفعت بنسبة 100% إلى 200% خلال أيام قليلة، إذ أصبح سعر الوجبة الواحدة يتراوح بين 700 و1500 ريال يمني، وهو رقم صادم بالنظر إلى أوضاع المواطنين الذين يعانون من تدهور اقتصادي خانق وتضخم متسارع.
وأشار المواطنون إلى أن المطاعم التي كانت ملاذًا للفقراء وذوي الدخل المحدود أصبحت اليوم حكرًا على القادرين، محذرين من أن استمرار هذا الغلاء سيُفضي إلى أزمة غذائية مجتمعية خفية تعمّق من المعاناة اليومية لعشرات الآلاف من الأسر العدنية.
وبرّر بعض أصحاب المطاعم هذه الزيادات بالقول إنها نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام، وتكاليف الكهرباء والمياه والنقل، لكن كثيرًا من المواطنين اعتبروا هذه التبريرات ذريعة لنهب جيوب الناس واستغلال الأزمة، وسط صمت مريب من وزارة الصناعة والتجارة وهيئة حماية المستهلك.
ويأتي هذا التصعيد في الأسعار في وقت يعيش فيه المواطن العدني على وقع أزمات متتالية تشمل تدهور سعر صرف الريال، وانهيار الخدمات الأساسية، وارتفاع أسعار السلع بشكل عام، الأمر الذي يزيد الضغط على الأسر، ويدفع بالكثير إلى حافة الجوع أو الاقتراض لتأمين أبسط الاحتياجات.
وناشد مواطنون وناشطون محليون الجهات المعنية، وفي مقدمتها الحكومة والسلطات المحلية، بسرعة التدخل وفرض رقابة صارمة على أسعار المطاعم والخدمات الغذائية، ووضع آلية عادلة تمنع الاستغلال، وتُعيد الحد الأدنى من العدالة الاقتصادية في وجه طوفان الجشع الذي ينهش ما تبقى من قدرة المواطن على الحياة.