أفادت مصادر محلية بعثور مواطنون خلال الساعات القليلة الماضية، في محافظة إب، على جثمان معلم متوفي في منزله بعد أربعة أيام من وفاته دون أن يشعر به أحد، في واقعة تعكس فداحة المعاناة التي يعيشها المواطنون في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، خصوصًا شريحة المعلمين المنسية.
وقالت مصادر محلية إن الجثمان يعود إلى المعلم عبدالوهاب الجبلين، الذي وُجد جثة هامدة داخل منزله الكائن بمدينة جبلة جنوب غرب إب، حيث كان يعيش في عزلة تامة بعد سنوات من المرض والبؤس الناتج عن توقف راتبه وتردي أوضاعه الصحية والمعيشية.
وأكدت المصادر أن الجيران كسروا باب منزله بعد غيابه لأيام دون أن يظهر أو يُرى، ليفاجؤوا به ميتًا على الأرض، دون وجود أي آثار عنف، وسط ترجيحات بوفاته نتيجة ذبحة صدرية مفاجئة بسبب الجوع والإجهاد النفسي والجسدي.
ويقول سكان محليون إن المعلم عبدالوهاب كان رمزًا للعطاء والتفاني، لكنه انهار تدريجياً بعد أن قطعت مليشيا الحوثي رواتبه منذ 2016، وتعرض لاحقًا لحادث صدم بسيارة أصابه بكسور، زادت من تدهور وضعه الصحي في ظل غياب الرعاية والاهتمام المجتمعي، وتجاهل سلطات الأمر الواقع لمعاناته.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان واقعة وفاة المواطن ياسر البكار جوعاً في إب في أبريل الماضي، في وقتٍ تشهد فيه المحافظة ارتفاعًا مرعبًا لحالات الفقر والمجاعة والانتحار، خصوصًا بين موظفي الدولة الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ نحو ثمان سنوات.
ويحمّل ناشطون حقوقيون ومواطنون مليشيا الحوثي الإرهابية كامل المسؤولية عن هذه الجرائم البطيئة التي تحصد أرواح اليمنيين بصمت، متهمينها بـ"قتل الموظفين عبر سياسة التجويع الممنهجة"، فيما تستخدم المليارات المنهوبة في تمويل حربها وأجهزة قمعها ومشاريعها الطائفية.
وتعد شريحة المعلمين الأكثر تضررًا من السياسات الحوثية، حيث توقف صرف رواتبهم منذ أكتوبر 2016، وسط تجاهل تام لمعاناتهم، ورفض حوثي متكرر للاتفاقات الأممية المتعلقة بصرف الرواتب من عائدات ميناء الحديدة.