في ظل أزمة المياه الخانقة التي تعاني منها مدينة تعز، وجّه وكيل محافظة تعز الشيخ عارف جامل دعوة عاجلة إلى محافظ المحافظة، الأستاذ نبيل شمسان، لعقد اجتماع طارئ للجنة الأمنية لاتخاذ إجراءات حازمة ضد الجهات التي تعيق تنفيذ مشروع مياه الشيخ زايد، الذي يمثّل بارقة أمل للسكان ويعد أضخم مشروع مائي في تاريخ المحافظة منذ عقود.
جامل عبّر في تصريح نشره على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك" عن استيائه الشديد لما وصفه بـ"الاستخفاف بمعاناة المواطنين"، قائلاً: "من المعيب والمخزي أن يكون هناك مشروع إسعافي سيسهم في التخفيف من أزمة المياه، بينما يستمر تعطيله والجميع صامتون".
المشروع، الذي وضع حجر أساسه عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق محمد عبدالله صالح في مارس 2023، بتمويل سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة يُقدّر بـ10 ملايين دولار، يهدف إلى تزويد المدينة المحاصرة بمياه نقية من منطقة طالوق جنوب غرب تعز. ويشمل حفر 10 آبار ارتوازية، وشبكة توزيع بطول 12 كيلومترًا، وخزانات بسعة 5000 متر مكعب، ومنظومة طاقة شمسية ومولدات كهربائية، بالإضافة إلى بنية رقمية متقدّمة لإدارة التشغيل.
ورغم الاتفاق الذي جرى في اجتماع ضم نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، ومحافظ تعز نبيل شمسان، والشيخ صادق الضباب وعددًا من المختصين، والذي نصّ على حفر ثلاث آبار في جبل حبشي كمرحلة أولى، إلا أن أعمال التنفيذ لا تزال تواجه عراقيل وصفها جامل بـ"المفتعلة"، دون مبرر إداري أو قانوني واضح.
وحمّل وكيل المحافظة السلطة المحلية، ممثلة بمحافظ تعز ورئيس اللجنة الأمنية، المسؤولية الكاملة عن حماية المشروع وتنفيذه، مؤكّدًا أن "عدم قيامها بدورها في إنهاء العراقيل يجعلها شريكة في التعطيل"، في موقف حازم يعكس حجم الغضب الشعبي تجاه تعطيل مشروع إنساني أساسي.
ويأتي هذا التصعيد في التصريحات وسط تزايد الدعوات المجتمعية المطالبة بتحرك حكومي عاجل لإنقاذ المشروع من براثن المناكفات السياسية والمصالح الضيقة، لا سيما وأن سكان المدينة يواجهون أزمة عطش حادة منذ سنوات بسبب قطع الإمدادات من منطقة الحوبان الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي.