بتحذير صارخ يكشف أبعاد التلاعب المالي الذي تمارسه مليشيا الحوثي، اعتبر وزير الإدارة المحلية الأسبق، عبدالرقيب فتح، أن إعلان الجماعة إصدار عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريالًا يمثل "عبثًا خطيرًا بالنظام النقدي" ويمضي في تكريس الانقسام المالي الخطير الذي تعيشه البلاد منذ سنوات.
وقال فتح، في تدوينة له على منصة "إكس"، إن إصدار العملات النقدية عادةً ما يتم عبر شركات عالمية متخصصة تتعامل فقط مع حكومات معترف بها دوليًا، وتفرض شروطًا وضمانات صارمة لضمان الاستقرار المالي، مشيرًا إلى أن مليشيا الحوثي "عجزت عن الوفاء بهذه المعايير".
وأكد أن لجوء الجماعة إلى سك العملة محليًا يهدف إلى التحايل على المعايير الدولية، في خطوة تهدد بتقويض العملة الوطنية الرسمية وإرباك النظام المالي في الداخل، فضلًا عن تداعياتها الخطيرة على معيشة المواطنين واستقرار السوق.
وأضاف فتح أن مثل هذه الخطوات لا تخدم الاقتصاد بل تستخدم كأوراق سياسية تفاوضية، داعيًا الحكومة الشرعية إلى فضح هذه الممارسات المالية الخطيرة، وتوضيح مخاطرها للرأي العام المحلي والدولي.
وكان ما يُسمى بفرع البنك المركزي في صنعاء، الخاضع لسيطرة الحوثيين، قد أعلن اليوم السبت عن إصدار عملة معدنية جديدة من فئة 50 ريالًا، على أن تبدأ بالتداول اعتبارًا من غدٍ الأحد، في خطوة أثارت موجة انتقادات وتحذيرات من خبراء الاقتصاد الذين رأوا فيها محاولة لتوسيع الكتلة النقدية بصورة غير قانونية.
ويحذر خبراء من أن طباعة العملات أو سكها دون غطاء قانوني أو سيادي يُفقد العملة الوطنية قيمتها، ويكرّس ما يشبه نظامين نقديين في بلد واحد، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع التضخم، وانهيار الثقة في المؤسسات المالية، وإرباك حركة التجارة الداخلية.