أعلن مواطن من مدينة رداع بمحافظة البيضاء عن تحديد مهر ابنته بمبلغ 500 ألف ريال فقط، متخليًا عن كافة مظاهر التكاليف المصاحبة للزواج، في دعوة مجتمعية مباشرة للعودة إلى البساطة والتيسير ومواجهة العادات التي أصبحت عائقًا حقيقيًا أمام زواج الشباب في اليمن.
وقال المواطن عبدالله مسعود، في منشور لافت على حسابه في فيسبوك بمناسبة خطوبة ابنته: "أقولها أمام الجميع وبكل فخر: مهر ابنتي سيكون 500 ألف ريال فقط، ولن يكون هناك حفلات أو طقوس مكلفة، فهذه الأمور أصبحت معوّقات اجتماعية لا بركة فيها".
وأكد أن قراره جاء عن قناعة راسخة ومسؤولية مشتركة بينه وبين ابنته، في ظل الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي يعيشها المواطن اليمني، معتبرًا أن قيمة المرأة لا تُقاس بما يُدفع من مهر أو يُلبس من ذهب، بل بما تتحلى به من خلق ودين وعلم.
وأضاف في منشوره: "والله لو كان مهرها 100 مليون فلن يزيد من شأنها، ولو كان 10 آلاف ريال فلن يُنقص منها شيئًا".
ولفت إلى أنه قادر على شراء ما تشاء من الذهب، لكن قناعته بأن التباهي لا يجلب السعادة، وأن الاستقرار الأسري يبدأ بالتواضع والنية الطيبة لا بصخب الحفلات والمبالغة في النفقات.
وقد أثار منشور مسعود موجة تفاعل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون "نموذجًا يحتذى به" في مواجهة ظاهرة التفاخر بغلاء المهور وحفلات الزفاف المكلفة التي تثقل كاهل الشباب وتؤخر زواجهم.
ودعا ناشطون إلى إطلاق مبادرات جماعية مماثلة لتخفيف أعباء الزواج، مشددين على أن هذه الخطوة تمثل ثورة اجتماعية صامتة ضد العادات التي أرهقت الأسر وزادت من نسب العنوسة والعزوف عن الزواج.
وأكد الكثيرون أن ما قام به عبدالله مسعود "ليس مجرد قرار شخصي، بل رسالة مجتمعية عظيمة تضع القيم فوق القشور، وتعيد الاعتبار لمفهوم الزواج كسكن ومودة لا كمهرجان استعراضي".