جريمة مروّعة تقشعر لها الأبدان، إذ شهدت محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، فصلاً جديدًا من العنف الأسري الوحشي، بعد تداول مقطع فيديو وصور صادمة توثّق تعرض الطفلة أفراح محفوظ المجنحي (5 سنوات) لتعذيب قاسٍ على يد خالتها (زوجة والدها) في منطقة عبدان – مديرية القفر.
وأفادت مصادر طبية ومحلية أن الجانية أقدمت على حبس الطفلة منذ شهر رمضان داخل غرفة مغلقة، دون طعام أو رعاية، قبل أن تبدأ سلسلة مرعبة من التعذيب باستخدام أداة حادة تُعرف محليًا بـ"العَطيف" (فأس صغيرة)، ما تسبب في ثمانية كسور خطيرة بأماكن متفرقة من جسد الطفلة النحيل.
ولم تتوقف المأساة عند هذا الحد، إذ قامت الجانية بسكب جمر مشتعل على رأس وجسد الطفلة، ما أسفر عن حروق بليغة من درجات متعددة، وسط معاناة مروّعة تسببت في دخولها حالة حرجة تطلبت تدخلاً طبياً عاجلاً.
وتم إسعاف الطفلة إلى مركز المنار الطبي – مفرق رهيش، حيث أكد الأطباء أنها تعاني من جروح عميقة وكسور مركبة، وحالتها تستدعي عمليات جراحية معقدة ورقابة طبية مشددة. ولاحقًا، تم نقلها إلى أحد المستشفيات في مركز محافظة إب لاستكمال العلاج، في ظل ظروف إنسانية ونفسية مأساوية.
الجريمة أثارت غضبًا واسعًا واستنكارًا شعبيًا وحقوقيًا، وسط مطالبات بإلقاء القبض الفوري على الجانية، وتقديمها للعدالة في محاكمة علنية، وإنزال أقصى العقوبات بحقها لتكون عبرة وردعًا لكل من يعتدي على براءة الطفولة.
ويأتي ذلك في ظل غياب تام لأي دور رقابي أو حماية قانونية للأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين، ما يُفاقم من وتيرة الانتهاكات بحق الطفولة دون محاسبة حقيقية.