في أعقاب الهجمات الحوثية الدامية على سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر، والتي أسفرت عن غرق السفينتين ومقتل أفراد من طواقمهما، أطلق وزير الإعلام في الحكومة الشرعية، معمر الإرياني، تحذيرًا ناريًا من خطورة تصعيد المليشيات الحوثية وتحويلها البحر الأحمر إلى ساحة حرب بحرية تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وفي تصريحات نارية لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، اعتبر الإرياني أن ما جرى يمثل "صدمة استراتيجية" مدروسة بعناية، تم توقيتها بالتزامن مع مساعٍ دولية لاحتواء التوتر في المنطقة، ما يشير إلى أن الجماعة تتحرك وفق أجندة إيرانية تستهدف خنق خطوط التجارة الدولية وتهديد الاقتصاد العالمي.
وبحسب الإرياني، فإن الهجمات على السفينتين "ماجيك سيز" و"إيتيرنيتي سي"، والتي استخدمت فيها القذائف الصاروخية والأعيرة النارية، تعكس تحولًا نوعيًا خطيرًا في تكتيكات الحوثيين، وتجسد إصرارهم على ابتزاز المجتمع الدولي عبر التلويح بورقة الإرهاب البحري، مهددًا بأن الملاحة الدولية قد تصبح رهينة بيد الجماعة المسلحة، ما لم يكن هناك رد دولي حاسم.
وحذر الوزير من أن استمرار غياب ترتيبات أمنية حقيقية سيفتح الباب لـ"انفجار قادم" في البحر الأحمر، وستكون كلفة المواجهة لاحقًا باهظة على الجميع.
في السياق نفسه، اتهمت السفارة الأميركية في اليمن جماعة الحوثي بـاختطاف أفراد طاقم السفينة اليونانية "إيتيرنيتي سي"، في حين حاولت الجماعة نفي الاتهامات عبر تصريح للناطق باسمها يحيى سريع، زاعمًا أن ما جرى هو "إنقاذ وتقديم رعاية".
لكن مصادر دولية نفت تلك المزاعم، مؤكدة أن الطاقم تم اقتياده بالقوة إلى مناطق سيطرة الجماعة.
ورداً على هذه التطورات، طرح الوزير الإرياني خطة وطنية متكاملة لاستعادة الدولة والقضاء على خطر الحوثيين، تستند إلى أربعة محاور رئيسية:
1. دعم الحكومة الشرعية سياسيًا وعسكريًا لتثبيت مؤسسات الدولة وتعزيز موقفها داخليًا وخارجيًا.
2. تجفيف منابع تمويل الحوثيين من الأسواق السوداء والضرائب غير الشرعية ونهب المساعدات.
3. وقف عمليات تهريب السلاح الإيراني عبر البحر والمنافذ غير الخاضعة للرقابة.
4. ملاحقة شبكات التمويل الدولية التي تغذي الحرب وتمكن الحوثيين من شراء المعدات العسكرية.
كما دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة تشمل مراقبة مشددة للموانئ والمنافذ الجوية والبحرية، واستهداف البنية التحتية لقدرات الحوثيين، وعدم الاكتفاء بالإدانات الشكلية.
وفي ختام تصريحه، شدد الإرياني على أن الصمت الدولي بات خيانة لضحايا الإرهاب الحوثي، مؤكدًا أن الاستمرار في التغاضي عن جرائم الجماعة سيزيد من تعقيد المشهد اليمني، ويحول البحر الأحمر إلى شريان محاصر بالقنابل العائمة.
وأكد أن اليمنيين عازمون على استعادة دولتهم، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك الآن.. قبل أن يُغرق الحوثيون الجميع.