قوبلت دعوات "النكف القبلي" التي أطلقتها مليشيا الحوثي خلال الساعات القليلة الماضية لحشد الدعم لقادتها، برفض واسع من أبناء قبائل خولان بمحافظة صنعاء المحتلة، الذين اعتبروا أن من ينتهك الحرمات، ويُهين رموز القبيلة، ويُخفي شيوخها قسرًا، لا يملك الحق في الحديث عن الفزعة أو النخوة.
وفي ردّ ناري على تلك الدعوات، قال ناشطون من خولان إن المليشيا الحوثية التي تحاول اليوم ابتزاز القبائل باسم "النكف" عقب توقيف القيادي محمد الزايدي في المهرة، هي نفسها من داهمت منازل وجاهات بارزة مثل وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان، واعتقلت الناشطة سحر الخولاني وأطفالها، وها هي تواصل للعام التاسع على التوالي إخفاء الشيخ القبلي البارز حسين حمود الهادي، أحد كبار مشايخ خولان، في سجونها السرية، منذ اختطافه في أعقاب مجزرة القاعة الكبرى بصنعاء في أكتوبر 2016.
وأكدت مصادر قبلية أن الشيخ حسين لا يزال رهن الإخفاء القسري رغم مناشدات متكررة من عائلته وقبيلته للكشف عن مصيره، في ظل تجاهل تام من قيادة المليشيا. واعتبرت قبائل خولان أن احتجاز شيخهم طوال هذه المدة، دون تهمة أو محاكمة أو حتى السماح لعائلته بزيارته، يمثل إهانة جسيمة لكرامتهم، وجريمة إنسانية لا تسقط بالتقادم.
وأضاف الناشطون: "أي نكف يتحدثون عنه وهم ينكّلون بأبناء القبيلة منذ سنوات؟! من لا يحترم مشايخ خولان لا يستحق أن يتحدث عن نخوتها أو يطلب فزعتها". مشيرين إلى أن محاولة الحوثيين تجييش القبائل دفاعًا عن الزايدي أو غيره لا تعدو كونها استغلالاً سياسياً مفضوحاً، وليست دعوة حقيقية تستند إلى أعراف النكف القبلي.
وأكد أبناء خولان أن الشيخ حسين الهادي بات رمزاً للصمود في وجه البطش الحوثي، وأن استمرار احتجازه لن يُسكت الأصوات، بل سيزيد من الغضب الكامن في نفوس القبيلة، مشيرين إلى أن جرائم الحوثيين لم تعد تفرّق بين خصم وموالي، بل باتت تطال حتى من خدموا مشروع الجماعة.
وفي ذات السياق، أعرب ناشطون عن استنكارهم لموقف الجماعة من أحد أبنائها، الشاعر زايد الوايلي، الذي هدد بالانتحار بعد تعرضه لنهب ممتلكاته من قِبل قيادات حوثية بصعدة، رغم أنه كرّس سنوات من حياته في مدحهم. وأكدوا أن هذه الحادثة وما قبلها وما بعدها من انتهاكات، تكشف أن الولاء للحوثيين لا يمنح حصانة بل يتحول إلى عبودية تنتهي بالخذلان.
وختم الناشطون بالقول: "لا فزعة لمن يغدر، ولا نخوة لمن يخون، وخولان لن تكون سلاحاً بيد من ينكّل بأبنائها ويحتقر رموزها"، في إشارة إلى أن صبر القبائل بدأ ينفد، وأن مشاريع الزيف العقائدي والدمار الحوثي لم تعد تجد قبولاً حتى في المناطق التي راهنت عليها الجماعة طويلاً.