آخر تحديث :الأربعاء-09 يوليو 2025-01:20م
اخبار وتقارير

أديسون اليمن.. يودّع صنعاء بعد أن أنقذ وجه الوطن باختراعات ضخمة طُمست في زمن الجحود

أديسون اليمن.. يودّع صنعاء بعد أن أنقذ وجه الوطن باختراعات ضخمة طُمست في زمن الجحود
الأربعاء - 09 يوليو 2025 - 01:48 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - عدن

توفي في العاصمة المحتلة صنعاء يوم الثلاثاء، المهندس والمخترع اليمني محمد العفيفي، أحد أبرز العقول اليمنية في مجال التقنية والابتكار، وذلك بعد مسيرة حافلة بالإبداع العلمي والعطاء الوطني، في صمت مؤلم يعكس حجم الجحود الذي وُوجه به هذا الرجل الاستثنائي.

ويُعد العفيفي من أوائل الفنيين الذين ساهموا في تأسيس التلفزيون اليمني، واشتهر بلقبه المعروف “أديسون اليمن” نظير ما قدمه من اختراعات تجاوزت الثلاثين، أبرزها جهاز “الأوتوكيو” (الأوتوسكربت) الذي يُستخدم اليوم في استوديوهات الأخبار حول العالم، إلى جانب ابتكارات هندسية وتقنية متعددة تجاوزت حدود الخيال.

رغم تفوقه النادر، عانى العفيفي من غياب الدعم الرسمي والإهمال الحكومي المتعمد، ما أدى إلى تسجيل أربعة اختراعات فقط بشكل رسمي، في حين استغلت شركات أجنبية عدة ابتكاراته دون إذن أو مقابل، نتيجة غياب منظومة قانونية لحماية الملكية الفكرية في اليمن.

ورغم كل المعوقات والخذلان، ظل العفيفي رمزاً للإرادة اليمنية الخلاقة التي قاومت التهميش والفقر، وكرّس حياته في خدمة المعرفة والعلم، رافضًا الهجرة رغم الإغراءات، ومؤمنًا بأن وطنه يستحق الأفضل. ظل صوته حاضراً في الندوات والمحافل العلمية حتى لحظة رحيله، رغم سنوات التهميش والمرض.

عن المهندس محمد العفيفي:

من مواليد: 1949م، بهجرة بني العباس، محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء.

النشأة: يتيم الأبوين، تربى في دار رعاية الأيتام.

الحياة الأسرية: متزوج وله 9 أولاد بين ذكور وإناث.

الدراسة:

درس الهندسة الإلكترونية في الكويت، عبر منحة فاز بها عن طريق "الحظ".

تخصص في صيانة التلفزيونات، ثم انتقل لبريطانيا عام 1979 لدراسة هندسة استوديوهات التلفزيون الملون في كلية "ماركوني".

تلقى دورات في ألمانيا وسويسرا في مجالات هندسة الصوت والراديو والتلفزة.

أبرز اختراعاته:

جهاز "الأوتوسكربت" لقراءة النشرات الإخبارية – 1979.

خازن كهربائي بديل عن البطاريات، على شكل جمنة.

جهاز إنذار التدخين: يتوقف البث التلفزيوني عند التدخين ويصدر تنبيهاً.

جهاز طرد الذباب والناموس باستخدام ذبذبات تحت صوتية.

تعديلات على شاشات التلفزيون لتمكين المشاهد من "شمّ الروائح" المعروضة.

جهاز إنذار مبكر للمنشآت العامة.

جهاز حماية عيون الأطفال من إشعاعات شاشة الكاثود.

إلى جانب 8 اختراعات مسجلة بأسمه، وأكثر من 20 أخرى طُمست أو استُغلت دون وجه حق.

العفيفي في كلماته:

"أنا لا أخترع للترف، بل لأخدم وطني بما أستطيع، حتى لو رُميت في الظل. كل اختراعي هو رسالة بأن اليمني قادر، ولو لم يلتفت إليه أحد".