أقرت مليشيا الحوثي الإرهابية، مساء الأحد، بمصرع المدعو يحيى علي عسكر الشريف، المنتحل رتبة "عقيد" والمعين قائدًا لما يسمى قوات الأمن المركزي في محافظة الجوف، في ظروف لا تزال غامضة حتى الآن.
وأكدت النسخة الحوثية من وكالة "سبأ"، أن جثمان عسكر شُيّع بمشاركة عدد من القيادات الأمنية والعسكرية الموالية للجماعة، دون أن تفصح عن مكان أو زمان مقتله، في مؤشر على محاولة التستر على الملابسات الحقيقية للواقعة.
ويأتي هذا الإعلان الرسمي بعد ساعات من تقارير متداولة أفادت بمصرع القيادي الحوثي في حادث مروري غامض بمحافظة الجوف، وسط شكوك قوية بتصفية داخلية مدبرة، في ظل تصاعد غير مسبوق لخلافات قيادات الصف الأول في الجماعة على تقاسم النفوذ والثروة.
وبحسب مصادر محلية مطلعة، فإن يحيى عسكر يُعد من أبرز القيادات الميدانية المتشددة، وارتبط اسمه بسلسلة من الانتهاكات وعمليات النهب والقمع بحق سكان الجوف، وهو ما يضع علامات استفهام حول أسباب وتوقيت مقتله، خصوصًا في ظل الأجواء المتوترة داخل الجماعة.
وتزامن مصرع عسكر مع اندلاع اشتباكات عنيفة في محيط نقطة الزلاق بمنطقة اليُتمة في مديرية خب والشعف – شمال شرق محافظة الجوف – بين مسلحي قبائل "ذو حسين" وعناصر من مليشيا الحوثي، عقب قيام الأخيرة بإطلاق النار على سيارة أحد أبناء القبائل، ما أشعل فتيل المواجهة التي استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
ويرى مراقبون أن ما يجري في الجوف يندرج ضمن سلسلة من التصفيات التي تشهدها مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تزايدت حوادث الاغتيال داخل صفوف الجماعة بسبب الصراعات الخفية على الغنائم والجبايات ومناطق النفوذ، وسط تقارير عن انهيار الثقة بين القيادات وتنامي الشكوك المتبادلة.