نقد لاذع يكشف عن عمق الانهيار الاقتصادي في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، شنّ الكاتب السياسي الجنوبي المعروف صلاح السقلدي هجوماً عنيفاً على أداء الحكومة، متهماً إياها بالعجز الكامل عن فرض العملة الوطنية وترك مؤسسات الدولة والمجتمع نهباً للريال السعودي والدولار الأمريكي.
وقال السقلدي في مقاله الجديد، إن كل تاجر وبائع ومدرسة خاصة ومعهد تعليمي وحتى المستشفيات والمصارف، تفرض تعاملاتها بالعملات الأجنبية دون حسيب أو رقيب، في تجاوز سافر للقرار الحكومي القاضي بالتعامل بالريال اليمني فقط.
وأضاف بسخرية لاذعة: "طالما أن هذه الجهات تتعامل بالسعودي والدولار، فعليها دفع ضرائبها بتلك العملات، كما لو أنها تعمل في أمريكا أو السعودية".
وأكد أن الحكومة التي يفترض بها أن تحمي العملة الوطنية، هي أول من انتهك هذا القرار وشرّعت التعامل بغير الريال، مضيفاً: "شركة طيران اليمنية نفسها – وهي ذراع سيادي – تتعامل بالدولار والسعودي دون اعتبار للقرار الحكومي".
ولفت إلى أن القرار الذي أصدرته الحكومة قبل سنوات، لم يُحترم، ولم يُنفّذ، ولم تُمارس الجهات الرقابية أي دور حقيقي لتطبيقه، بل على العكس – بحسب وصفه – "تماهت الحكومة مع تجار العملات الأجنبية، وضربت قرارها عرض الحائط".
يأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه العملة المحلية انهياراً قياسياً، وسط صمت رسمي مخزي، وفشل ذريع للحكومة في كبح جماح الانهيار الاقتصادي، ما يهدد حياة الملايين في المحافظات المحررة ويؤكد، حسب مراقبين، "فقدان الشرعية لأدوات الحكم والسيادة".