اطلقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، محذّرة من أزمة إنسانية حادة تهدد حياة آلاف النساء والفتيات بسبب الانهيار الخطير في تمويل برامج الإغاثة والاستجابة الإنسانية، في واحدة من أكثر الأزمات إلحاحًا على مستوى العالم.
وأكد صندوق الأمم المتحدة للسكان في بيان رسمي، الخميس، أن اليمن يمر بـ"لحظة حرجة" قد تودي بحياة آلاف النساء، في ظل نقص التمويل الحاد الذي يضرب برامجه المنقذة للحياة، ويعصف بالخدمات الأساسية التي تستفيد منها النساء الحوامل والناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وحذر الصندوق من أن توقف الدعم الدولي سيؤدي إلى ارتفاع مرعب في معدلات وفيات الأمهات، ويترك آلاف النساء دون حماية من العنف أو إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، مما يهدد بتمزيق ما تبقى من نسيج الأمان الاجتماعي في البلاد.
وأشار البيان إلى أن العواقب لن تكون فقط في شكل معاناة إنسانية صامتة، بل في خسارة حقيقية للأرواح، وفقدان فتيات لمستقبلهن، وحرمانهن من أدنى مقومات الحياة الكريمة، في ظل انهيار البنية التحتية وتراجع الخدمات الطبية والاجتماعية إلى مستويات غير مسبوقة.
وفي محاولة لتدارك جزء من الكارثة، أعلن الاتحاد الأوروبي مؤخرًا عن تقديم دعم بقيمة خمسة ملايين يورو (حوالي 5.66 ملايين دولار)، مخصص لتعزيز خدمات الصحة الإنجابية والحماية المنقذة للحياة للنساء والفتيات اليمنيات.
وقال أندرياس باباكونستانتينو، مدير عمليات الجوار والشرق الأوسط في إدارة الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية بالمفوضية الأوروبية، إن هذا الدعم يأتي استجابة للحاجة الماسة لتقديم رعاية صحية وإنسانية للنساء الأكثر ضعفًا في اليمن، مشددًا على أن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يدير ظهره لأزمة بهذا الحجم.