أوقفت النيابة العامة في محافظة تعز، صباح الأربعاء، الناشط الحقوقي المعروف عدنان الأثوري، رئيس اللجنة الإعلامية بالاتحاد التربوي، على خلفية منشور كشف فيه قضية ابتزاز تمارسها عناصر عسكرية ضد المرضى في أحد المخيمات الطبية المجانية بمستشفى الجمهوري.
وبحسب مصادر حقوقية، جاء توقيف الأثوري داخل نيابة الجمهوري بعد إحالة ملفه من قسم جرائم المعلومات في مباحث تعز، الذي باشر التحقيق معه يوم الثلاثاء بسبب ما وصفوه بـ"نشر معلومات عبر فيسبوك"، بينما تؤكد الوقائع أن ما نشره الأثوري كان توثيقاً لواقعة فساد حقيقي تعرض له مواطنون مرضى خلال مخيم جراحي للعيون.
وتعود القضية إلى منشور فضح فيه الأثوري محاولة أحد الجنود ابتزاز مرضى المخيم بمبالغ مالية مقابل السماح لهم بالدخول إلى غرفة الفحص، ما أثار موجة غضب واسعة، سرعان ما تحولت إلى بلاغ أمني ضد الأثوري نفسه، بدلًا من ملاحقة المتورطين في الابتزاز.
وسرعان ما اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بحملة تضامن كبيرة مع الأثوري، تحت وسم #كلنا_عدنان_الأثوري، حيث عبّر ناشطون ومثقفون عن صدمتهم من محاولة "إسكات الصوت الحر ومكافأة الفاسدين"، مؤكدين أن ما يحدث هو محاولة مكشوفة لترهيب النشطاء وتكميم الأفواه.
وقال ناشطون إن توقيف الأثوري يفتح الباب أمام سؤال خطير: هل باتت النيابات أداة في يد من يخافون كشف الحقائق؟، خاصة أن ما نشره موثّق بالصوت والصورة، وكان يفترض أن يُفتح تحقيق فوري في الواقعة، لا في من فضحها.
وطالب حقوقيون ومنظمات مجتمع مدني بالإفراج الفوري عن الأثوري، والتحقيق مع من حوّلوا مبنى صحيًا إلى ساحة ابتزاز لضحايا المرض، بدلًا من حمايتهم، داعين إلى إعادة تصحيح بوصلة العدالة في مدينة تعز التي يسيطر عليها حزب الإصلاح الإخواني، والتي لطالما شكّلت قلعة للنضال ضد القهر والفساد.
المصدر: الصحفي جميل الصامت