وصف الإعلامي البارز جمال حيدرة، مساء الاربعاء، مشاورات الرياض واتفاقاتها بأنها مؤامرة صريحة لا على الجنوب فحسب، بل على الشمال أولاً وأساساً، متهماً من يقف وراءها بـ"دفن مشروع استعادة الدولة" وتمكين مليشيا الحوثي من التمدد والعرض العسكري أمام أنظار العالم.
وفي منشور تحليلي شديد اللهجة رصده نافذة اليمن على صفحته الرسمية بموقع فيس بوك، قال حيدرة إن ثلاث سنوات مرت على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي دون أن يتحقق أي اختراق سياسي أو عسكري، بل تراجعت كل المؤشرات وتوارى شعار "قادمون يا صنعاء" خلف حالة ترهل وغياب للرؤية، حتى باتت الشرعية عاجزة أمام شعب محبط ومليشيا تتعاظم.
وأشار إلى أن مشاورات الرياض كانت محاولة لاحتواء القوى الجنوبية بدمجها في سلطة هشّة، سرعان ما أحرقتها الأزمات المتراكمة، محذرًا من أن هذا المخطط لم يضرب الجنوب فقط، بل عمّق مأساة الشمال أيضًا، بعد أن تُرك 90٪ من أراضيه بيد الحوثيين دون أي محاولة فعلية للتحرير.
وأكد حيدرة أن ما جرى ويجري ليس سوى انزلاق مخطط، يخدم الحوثي أكثر مما يخدم الشعب اليمني، موضحًا أنه "لم نشهد خلال ثلاث سنوات لا خطة عسكرية، ولا تعبئة، ولا حتى حديث جاد عن العودة إلى صنعاء"، وهو ما جعله يصف الوضع بـ"العتمة السياسية والعسكرية والاقتصادية الشاملة".
وانتقد حيدرة ما وصفه بالترويج لاتفاقات جديدة بلا سقف زمني، قائلاً: "كل اتفاق دون جدول زمني واضح هو وصفة للفشل، بل لإضفاء الشرعية على الوضع القائم بيد الحوثي، وتمكينه أكثر من الشمال وتمزيق الدولة اليمنية إلى كانتونات هشّة وعاجزة."
واختتم حيدرة تحليله بالتحذير من أن أي تسويات سياسية لا تضع استعادة الدولة كهدف رئيسي وملزم، ستُبقي الشمال رهينة بيد المشروع الإيراني، وستقضي على الحلم الوطني في التحرير والوحدة والدولة.