تقرير أممي جديد يحمل مؤشرات مزدوجة، أعلن برنامج الغذاء العالمي (WFP) أن الموانئ الواقعة ضمن نفوذ الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً جنوب البلاد، شهدت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2025، تدفقاً غير مسبوق لواردات الغذاء والوقود، رغم تصاعد أزمة الأسعار بشكل حاد.
ووفق التقرير الصادر حديثاً، بلغ إجمالي الواردات عبر موانئ عدن والمكلا نحو 1.38 مليون طن متري من الوقود والمواد الغذائية، خلال الفترة من يناير حتى مايو 2025، وهو الرقم الأعلى منذ ثلاث سنوات، بنسبة زيادة ضخمة بلغت 68% مقارنة بالفترة نفسها من 2024، و20% عن 2023.
وبحسب بيانات التقرير، استقبلت الموانئ الحكومية 420 ألف طن متري من الوقود، ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 21% عن عام 2024، لكنه يُعد انخفاضاً ملموساً مقارنة بعام 2023 الذي بلغ فيه حجم الواردات 583 ألف طن متري.
أما على صعيد الغذاء، فقد شهدت الموانئ تدفق 962 ألف طن متري من المواد الغذائية، وهو رقم قياسي يمثل قفزة بنسبة 102% مقارنة بعام 2024، و70% عن العام 2023، ما يعكس جهوداً ملموسة في تسهيل دخول السلع الحيوية إلى المناطق المحررة.
ورغم هذا التحسن في حجم الواردات، أكد التقرير أن أسعار الوقود والمواد الغذائية في مناطق الحكومة شهدت ارتفاعات حادة وغير مسبوقة خلال مايو الماضي، حيث ارتفع سعر البنزين بنسبة 26%، والديزل بنسبة 33%، وسلة الغذاء بنسبة 32%، مرجعاً السبب الرئيسي إلى الانهيار المستمر في سعر الريال اليمني.
ويضع هذا التناقض بين الوفرة في السلع وارتفاع الأسعار الحكومة أمام تحديات اقتصادية معقّدة، تستوجب تحركات عاجلة لضبط السوق ومنع الاحتكار، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة المعيشية التي تثقل كاهل المواطن في المحافظات المحررة.