تحرك عاجل يسبق الانفجار الإنساني المرتقب، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي (EU) عن تخصيص أكثر من 28 مليون دولار لمواجهة أزمة انعدام الأمن الغذائي الحاد في اليمن، وسط تحذيرات دولية من سقوط ملايين اليمنيين في براثن المجاعة لأول مرة منذ عام 2022.
وفي تقرير رسمي صدر، اليوم الثلاثاء، عن المديرية العامة للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية في المفوضية الأوروبية (ECHO)، أكدت بروكسل أن الوضع الغذائي في اليمن بلغ مستويات مثيرة للقلق، وأن المبلغ المخصص، والبالغ 25 مليون يورو (نحو 28.3 مليون دولار)، يشكّل 31% من إجمالي الدعم الإنساني المبدئي لليمن خلال عام 2025.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن عن رصد 80 مليون يورو (90.6 مليون دولار) كمخصصات مبدئية لليمن في اجتماع دولي عُقد في بروكسل نهاية مايو الماضي، شارك فيه كبار المانحين والمسؤولين الدوليين لبحث الأوضاع الإنسانية المتدهورة في البلاد.
التقرير الأوروبي أشار إلى أن آخر التحليلات الصادرة عن "المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل" (IPC)، تكشف عن تدهور خطير في مؤشرات الأمن الغذائي، حيث يعاني نحو 49% من سكان اليمن من مستويات عالية من الأزمة الغذائية، فيما يواجه 41 ألف شخص ظروفًا تعادل المجاعة في مديريات بمحافظات عمران، الحديدة، وحجة مع مطلع سبتمبر القادم.
وأفاد التقرير بأن قدرة المجتمعات المحلية على التكيّف أصبحت "مُرهقة تمامًا"، وأن روابط الصمود المجتمعي آخذة في التآكل تحت وطأة الأزمة الاقتصادية، والانهيار المؤسسي، وتراجع المساعدات الدولية.
وأكد الاتحاد الأوروبي أن ما تم تقديمه حتى الآن لا يكفي لتفادي الأسوأ، وقال البيان: "رغم أن المساعدات والروابط الاجتماعية خففت من حدة الأزمة، إلا أن الضمانات تتآكل بسرعة… ولا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب كارثة إنسانية واسعة النطاق".
التحذيرات الأوروبية جاءت بالتزامن مع دعوات أممية لتكثيف الدعم الإغاثي وتوفير تمويل مستدام للمنظمات العاملة في اليمن، خصوصًا مع تراجع الاستجابة الدولية خلال العامين الأخيرين، وتزايد رقعة الفقر والجوع، في بلدٍ يعيش أسوأ أزمة إنسانية على وجه الأرض، بحسب توصيف الأمم المتحدة.