لوّح السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، باستخدام القوة الجوية ضد مليشيا الحوثي في اليمن، عقب إطلاق صاروخ باليستي من مناطق سيطرتهم باتجاه الأراضي المحتلة، في حادثة أثارت فزعًا واسعًا في عمق تل أبيب والقدس، وأعادت إشعال التوتر في المنطقة.
وقال هاكابي في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية مساء الثلاثاء: "ربما على قاذفات B-2 أن تزور اليمن"، في تهديد صريح باستخدام الطائرات الشبحية الأمريكية القادرة على تنفيذ ضربات استراتيجية بعيدة المدى، مضيفًا: "اعتقدنا أننا انتهينا من الصواريخ، لكن الحوثيين أرسلوا واحداً فوق رؤوسنا في إسرائيل".
وواصل حديثه متهكماً: "لحسن الحظ، يتيح لنا نظام الاعتراض المذهل الوقت الكافي للوصول إلى الملاجئ والانتظار حتى يزول الخطر"، في إشارة إلى أنظمة الدفاع الجوي المتطورة التي اعترضت الصاروخ في سماء إسرائيل.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق اليوم، رصد صاروخ أُطلق من اليمن، مؤكدًا أن منظومة "حيتس" (Arrow) للدفاع الجوي نجحت في اعتراضه قبل أن يُصيب هدفه.
وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوت في تل أبيب الكبرى، والقدس، ووسط إسرائيل، فيما أُغلق المجال الجوي مؤقتًا أمام حركة الطائرات.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن الهجوم تسبب في حالة هلع في صفوف السكان، مشيرة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صواريخ أو طائرات مسيّرة من اليمن تجاه إسرائيل، منذ اندلاع الحرب في غزة.
و تأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي نفذتها مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، باتجاه إسرائيل منذ أكتوبر 2023، ضمن ما تقول الجماعة إنه دعم وتضامن مع غزة.
ورغم أن معظم هذه الهجمات تم اعتراضها أو لم تبلغ أهدافها، فإنها تسببت في إرباك كبير داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، خاصة مع تزايد نطاق التهديد من جبهات غير تقليدية مثل اليمن.
واعتمدت إسرائيل على ترسانة من أنظمة الدفاع الجوي أبرزها:
القبة الحديدية: للمدى القصير.
مقلاع داوود: للتهديدات المتوسطة.
حيتس (Arrow): لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، مثل التي أُطلقت من اليمن.
وفي المقابل، توعدت إسرائيل والولايات المتحدة بردود عسكرية حاسمة، تشمل ضربات جوية دقيقة وحتى حصار جوي وبحري على الحوثيين إذا تكررت الهجمات.
وكانت إسرائيل قد نفذت سابقًا عدة ضربات عسكرية ضد أهداف حوثية، ردًا على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، فيما تسود مخاوف من اتساع رقعة المواجهة لتشمل جبهات جديدة، في وقت لم تهدأ فيه نيران الحرب المستعرة في غزة.
اليوم، ومع تهديد السفير الأمريكي بـ"زيارة قاذفات بي-2" لليمن، تبدو رسائل الردع الأمريكية واضحة وصارمة.