في لحظة طال انتظارها، أعلنت شركة مصافي عدن، اليوم، استئناف العمل جزئيًا في وحدات الإنتاج بعد نحو عشر سنوات من التوقف الكامل، في خطوة وُصفت بأنها بداية حقيقية لاستعادة السيادة الاقتصادية والتخفيف من أزمة العملة والمشتقات التي أثقلت كاهل اليمنيين.
وجاء هذا التطور بعد إعلان المصافي عن تشغيل وحدة إنتاج الإسفلت، مع بدء أعمال إعادة تأهيل وحدة تكرير الديزل والمازوت بطاقة إنتاجية أولية تبلغ 6,000 برميل يوميًا، وهي خطوة تمثل بارقة أمل لإحياء قطاع الطاقة اليمني المنهك، في ظل تردي الخدمات الأساسية واستمرار الحرب الاقتصادية.
الصحفي الاقتصادي أحمد سعيد كرامة علّق على المستجدات بالقول:
"مصفاة عدن تشتري غلاية تعمل بالوقود للتشغيل الجزئي لوحدة التكرير، ونسأل الله أن تكون هذه بداية العودة الحقيقية للمصفاة التي تعني الكثير: توفير مشتقات محلية، غاز منزلي، وسيولة نقدية داخلية وخارجية من عائدات البيع".
وأضاف كرامة أن عودة التكرير المحلي تعني بالضرورة خفض الضغط على الدولار والريال السعودي، في ظل أن المشتقات النفطية تمثل النسبة الأكبر في فاتورة الاستيراد اليمنية.
وتسعى الحكومة اليمنية من خلال هذه الخطوة إلى إحياء عصب الاقتصاد الوطني، والتقليل من الاعتماد على السوق الخارجية التي تستنزف العملة الأجنبية، في وقت تشتد فيه الأزمة الاقتصادية نتيجة الحرب والحصار والانقسام المؤسساتي.
مصادر اقتصادية وصفت إعادة تشغيل المصفاة بأنها "مفتاح إنقاذ وطني"، حيث سيسهم في تخفيف أزمة الوقود، وتوفير فرص العمل، وتقوية الريال اليمني، مشددة على ضرورة استمرار الدعم الحكومي والفني لإعادة تشغيل وحدات التكرير بالكامل.
وكانت مصفاة عدن، أحد أعرق منشآت التكرير في المنطقة، قد توقفت عن العمل منذ العام 2015 نتيجة الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي الإرهابية على العاصمة عدن، وما تبعها من دمار وإهمال متعمد، ما دفع البلاد إلى الاعتماد الكلي على الاستيراد الخارجي، الأمر الذي أدى إلى تفاقم أزمات المشتقات، وتذبذب أسعار الصرف، وانهيار اقتصادي متسارع.