آخر تحديث :الثلاثاء-01 يوليو 2025-08:16ص
اخبار وتقارير

القاعدة تخطف قائدًا منشقًا مع زوجته بمأرب.. تنظيم الدم يعيد سيناريو التصفيات وعبيدة تغلي من الغدر والعار

القاعدة تخطف قائدًا منشقًا مع زوجته بمأرب.. تنظيم الدم يعيد سيناريو التصفيات وعبيدة تغلي من الغدر والعار
الثلاثاء - 01 يوليو 2025 - 02:22 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

أعادت جريمة صادمة إلى الأذهان أساليب الغدر والتصفية التي لطالما مارسها تنظيم القاعدة الإرهابي بحق معارضيه، إذ أقدم عناصر التنظيم على اختطاف القيادي المنشق محمد عوضه، المُكنّى بـ(أكرم الصنعاني)، مع زوجته وأطفاله، في منطقة آل شبوان بوادي عبيدة بمحافظة مأرب، مستغلين حضوره لعزاء والدة زوجته خلال الأيام القليلة الماضية.

العملية، التي وصفت بـ"الخيانة الكاملة"، كشفت عن وجه التنظيم القبيح الذي لا يتورع عن استهداف النساء والأطفال لتحقيق أجندته الدموية، وسط غضب قبلي وشعبي واسع في وادي عبيدة، واتهامات مباشرة لقبائل وشخصيات بالتواطؤ والصمت.

"خيانة من الداخل".. أقارب ينفذون عملية الاختطاف

اللافت في هذه الجريمة أن الخيانة لم تأتي من خصم خارجي، بل من أقرب الناس: مصطفى العراقي، صهر أكرم الصنعاني، والقيادي السابق في التنظيم، اتُّهم بتسليمه للأمن الداخلي في القاعدة، في محاولة يائسة لتبرئة نفسه من تهمة "الجاسوسية" التي طاردته لسنوات، بحثًا عن رضا القيادي المتشدد إبراهيم البنا.

ويُعرف مصطفى العراقي بعدة كُنى، أبرزها بشير، واسمه الحقيقي عبدالله عامر شيت، وشقيقه حسون (مجدي عامر شيت)، وهما من أبرز من تربوا في مدرسة الغدر داخل التنظيم.

كما شارك في الجريمة بدر السوداني، عديل الصنعاني، الذي وضع يده في يد خاطفي زوج أخته، مشاركًا في واحدة من أكثر جرائم القاعدة انحطاطًا وخسة.

القاعدة تعيد سيناريو التصفيات الداخلية

الخبراء والمتخصصون في شؤون الجماعات الإرهابية يؤكدون أن ما جرى ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل التصفيات ضد المنشقين، كما فعل التنظيم سابقًا مع عدد من رموزه الذين أعلنوا انسحابهم أو اختلافهم مع قياداته، ومنهم:

أبو مريم الأزدي

فياض الحضرمي

سعيد شقرة

فواز القصيمي (الذي اغتيل قبل شهر بعد خروجه من التنظيم).

هذه العمليات، وفق مراقبين، تكشف عن تصاعد الخلافات والانشقاقات داخل تنظيم القاعدة، وعودة العقلية المخابراتية المتطرفة التي يقودها إبراهيم البنا، نحو قمع أي صوت مختلف داخل التنظيم، حتى وإن كان الثمن أطفالاً ونساءً.

قبائل مأرب بين الغضب والعار

العملية تمت في أرض آل شبوان، وبحماية صمت قبلي اعتُبر مخزياً، بحسب نشطاء محليين، الذين طالبوا بموقف حازم من مشايخ عبيدة لإدانة واستنكار ما جرى، ووقف انتهاك حرمات البيوت والعوائل على أراضيهم.

وكتب أحدهم:"حتى لو كان عدوكم.. أي شرعة تبرر اختطاف زوجته وأطفاله؟ عارٌ على عبيدة، عارٌ على آل شبوان أن يحدث هذا تحت سمعهم وبصرهم!".


المصدر: محمد بن فيصل الصحفي الباحث في الحركات الإسلامية المتطرفة ومهتم بالجانب الفكري لقضايا التطرف والإرهاب