موقف بطولي يُجسّد القيم النبيلة والانضباط العالي، أعاد جنديان من قوات الحزام الأمني – قطاع الساحل بمحافظة أبين – حقيبة تحوي مبالغ مالية ضخمة ومجوهرات ثمينة إلى مالكها، بعد أن عثرا عليها صدفة على الخط الدولي بمنطقة المرون، شرق مدينة الخبر.
وأفادت عمليات القطاع أن الجنديين سالم منصور المرقشي وأحمد علي جرادة، وخلال تنفيذ مهامهم الأمنية المعتادة، رصدا حقيبة مجهولة على قارعة الطريق. وبعد التأكد من خلوّ المكان، قاما بفتحها لتفقد محتوياتها، ليتفاجآ بوجود ما يقارب 40 ألف دولار أمريكي، و50 ألف ريال سعودي، وأكثر من مليون ريال يمني، بالإضافة إلى مجوهرات تقدر قيمتها بنحو 10 ملايين ريال يمني.
ولم يتردّد الجنديان في إبلاغ قائد الكتيبة الثالثة النقيب حسن أحمد المرقشي، الذي وجّه بفتح بلاغ رسمي والتحرك العاجل للتوصل إلى مالك الحقيبة.
وبحسب البلاغ، تم العثور على رقم هاتف داخل الحقيبة، حيث تم التواصل مع صاحبه ليتبيّن أنه العميد علي السعيدي، والذي كان قد فقد الحقيبة أثناء مروره في الخط باتجاه مدينة المكلا.
العميد السعيدي عاد على الفور إلى موقع الحادث، حيث تسلّم الحقيبة بكامل محتوياتها، موجهاً شكره العميق للجنديين وقيادة الكتيبة، مشيداً بأمانتهما وحسهما الوطني العالي، مؤكداً أن مثل هذه النماذج تستحق الإشادة والتكريم.
من جانبه، وصف النقيب حسن المرقشي تصرّف الجنديين بأنه "رسالة حقيقية عن نقاء ضمير رجال الأمن، وأخلاقهم التي تُحافظ على هيبة المؤسسة الأمنية، وتعزز ثقة المواطنين بها".
الموقف الذي حظي بإشادة واسعة في أوساط المجتمع، يعيد التأكيد على أن الشرف العسكري ليس فقط في ميادين القتال، بل أيضًا في النزاهة، والصدق، والانتماء الوطني الحقيقي.