كشف الصحفي البارز رضوان الهمداني معلومات مثيرة عن تورط قيادات عسكرية تابعة لحزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن) في حماية وتعيين عناصر مصنفة على قوائم الإرهاب، ضمن هيكل الجيش اليمني.
وأوضح الهمداني أن اللواء أمجد خالد، المتهم بقيادة خلية إرهابية متورطة بمحاولات اغتيال، منها استهداف محافظ عدن، كان قائداً للواء النقل في عهد الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، ضمن تشكيلات الحماية الرئاسية التي كانت تحت النفوذ المباشر للإخوان.
وبعد كشف دوره في العمليات الإرهابية، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي قراراً بإقالته، إلا أن خالد فرّ إلى مدينة التربة جنوب محافظة تعز، الواقعة تحت سيطرة جماعة الإخوان، حيث تم منحه ملاذاً آمناً، رغم صدور حكم قضائي بإعدامه.
الأخطر – بحسب الصحفي الهمداني – هو صمت قيادات الإخوان هذه المرة، رغم أن خالد خرج مؤخراً مهدداً بكشف تفاصيل تنسيقه الكامل مع قيادات إصلاحية، الأمر الذي دفعهم لتجنّب إثارة الملف علناً خشية انهيار ما تبقى من تحالفاتهم السياسية.
وفي سياق متصل، تداول ناشطون صوراً تظهر خالد العرادة، المصنف أمريكياً كقيادي في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهو يتجول إلى جانب رئيس هيئة الأركان العامة في إحدى زياراته لمأرب، في مشهد يثير علامات استفهام صادمة حول تغلغل العناصر الإرهابية في أعلى هرم القيادة العسكرية.
العرادة، وبحسب المصادر، مُنح رتبة "لواء" في الجيش اليمني بقدرة حزب الإصلاح، دون وضوح في مهامه أو موقعه العسكري الفعلي، بينما يواصل الظهور في مواقع حساسة بمحافظة مأرب التي تعد اليوم المعقل الأكبر لسيطرة الإخوان المسلمين في اليمن.
المعلومات التي فجّرها الهمداني تسلط الضوء على أسباب الضغوط الدولية المتكررة لوقف أي تقدم عسكري نحو صنعاء، وسط اتهامات صريحة بأن الجيش الوطني بات مفخخاً بخلايا نائمة ومتطرفة، تجعل المجتمع الدولي في موقف حذر من أي تحول عسكري قد ينتهي بوقوع العاصمة بأيدي الجماعات المتشددة.
الخلاصة التي طرحها الهمداني: "الإخوان لغموا الجيش بعناصر إرهابية، والخارج يرى ويسمع ولن يتسامح مع جيش تحت نفوذ متطرفين".