كشف الكاتب السياسي والاستشاري في التغيرات المناخية والتقييم البيئي، الدكتور عبدالقادر الخراز، عن واحدة من أخطر الفضائح المتعلقة ببرنامج الغذاء العالمي (WFP) في اليمن، تتعلق بتوزيع كميات كبيرة من القمح الفاسد المليء بالحشرات، بعضها تم التلاعب به باستخدام مبيدات سامة لإخفاء العفن والتلف قبل توزيعه على المواطنين.
ونشر الخراز صوراً وفيديو عبر صفحته الرسمية بموقع فيس بوك، صادماً التقط في مخازن البرنامج بمدينة عدن بين عامي 2021 و2022، يظهر فيها القمح وقد تحول إلى بيئة موبوءة بالسوس والحشرات، مؤكدًا أن الكميات غير صالحة حتى للاستخدام الحيواني، فما بالك بالبشر.
ووفق الخراز، فإن موظفاً في وزارة التخطيط بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة اكتشف الفضيحة حينها، لكن بدلاً من محاسبة المتورطين، جرى معاقبة الموظف نفسه وإبعاده من وظيفته، في مشهد يلخص حجم الفساد والتواطؤ داخل المؤسسات الرسمية والدولية.
وفي تطور أكثر خطورة، أكد الخراز وجود نحو 92 طناً من الحبوب الفاسدة حالياً في مخازن برنامج الغذاء العالمي بعدن، في حالة أكثر سوءًا من الصور المنشورة، وسط صمت مريب من الوزير المعني Waed Badhib، الذي يتولى حقيبتي التخطيط والصناعة.
تورط حوثي مباشر في سلاسل التوريد
بحسب الخراز، فإن برنامج الغذاء العالمي في اليمن يحصل على هذه الشحنات الفاسدة عبر شركة "المحسن" المملوكة للقيادي الحوثي علي الهادي، المصنف ضمن قوائم العقوبات الأمريكية، كما يتم رش هذه الحبوب بمادة بروميد الميثيل السامة عبر شركة "دغسان" المرتبطة بقيادي المليشيا مهدي المشاط، بغرض طرد الحشرات وإخفاء علامات التلف، قبل توزيعها على الفقراء والمحتاجين في مختلف المحافظات.
ملف فساد ضخم يُعاد فتحه
وأشار الخراز إلى أن هذه الفضيحة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق وأن نشر توثيقات مماثلة العام الماضي، موضحًا أن هناك جهودًا جارية حاليًا لتجميع كافة ملفات فساد التمويلات الأممية منذ عام 2015، بالتزامن مع صدور حكم قضائي ضد رأفت الأكحلي بشأن تمويلات مشبوهة، وإحالة القضية إلى نيابة الأموال العامة.
وختم الخراز منشوره بتأكيده أن "القضية لم تعد قضية شخصية، بل قضية شعب بأكمله"، داعياً إلى محاسبة كل من تورط في هذا الانتهاك الصارخ لحقوق اليمنيين في الغذاء الآمن.