في لفتة تندرج ضمن مساعي تعزيز وحدة الصف السياسي، أجرى عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق محمد عبدالله صالح، اليوم السبت، اتصالًا هاتفيًا بفخامة الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، هنأه فيه بحلول العام الهجري الجديد 1447 هـ.
ووفق مصادر رسمية، عبّر العميد طارق خلال الاتصال عن خالص تهانيه لفخامة رئيس المجلس، متمنيًا له موفور الصحة والتوفيق في مهامه الوطنية، وداعيًا أن يكون العام الجديد عامًا يحمل الخير والسلام لليمنيين كافة، وأن يشهد استعادة الدولة، وتحقيق تطلعات الشعب في الحرية والكرامة والاستقرار.
ويكتسب هذا الاتصال أهمية سياسية لافتة، كونه يأتي في أعقاب انتقادات صريحة وجهها العميد طارق صالح إلى أداء مجلس القيادة الرئاسي، وخصوصًا في ما يتعلق ببطء بعض القرارات، وغياب آليات الحسم في بعض الملفات السيادية والعسكرية، ما أثار نقاشًا واسعًا حول تماسك المجلس وتوازناته الداخلية.
ويُنظر إلى تواصل طارق مع الرئيس العليمي بوصفه خطوة باتجاه تهدئة الأجواء داخل مجلس القيادة، وتجديد الالتزام بالعمل المشترك، رغم التباينات في وجهات النظر. ويرى مراقبون أن الاتصال الهاتفي يعكس إدراكًا متزايدًا لدى مختلف الأطراف بضرورة تجاوز الخلافات الظرفية، وتوحيد الجبهة السياسية والعسكرية في مواجهة المشروع الحوثي المدعوم من إيران.
وكان العميد طارق صالح، الذي يشغل أيضًا قيادة المقاومة الوطنية، قد دعا في تصريحات سابقة إلى "إصلاح مواطن الخلل" في أداء مؤسسات الشرعية، بما في ذلك مجلس القيادة الرئاسي، مؤكدًا حرصه على إنجاح المشروع الوطني الجامع، في مواجهة مشاريع الفوضى والانقسام.
ويُتوقع أن تسهم هذه الخطوة في إعادة ضبط البوصلة داخل مؤسسة الرئاسة، وتمهيد الطريق لمزيد من التنسيق السياسي والعسكري بين مختلف القوى المؤيدة للشرعية، لاسيما في ظل التصعيد الحوثي المستمر، ومخاطر الاختراقات الأمنية المتكررة في عدد من المحافظات.