مع تصاعد الانفلات والفساد داخل بعض المؤسسات، تعرض الناشط الحقوقي والإعلامي عدنان الأثوري لمحاولة إرهاب قانوني بعد توثيقه عملية ابتزاز فاضحة يمارسها أحد الجنود بحق المرضى داخل مخيم طبي مجاني بمدينة تعز الخاضعة لسيطرة جماعة الإخوان عسكرياً وأمنيا.
الأثوري قال إنه رصد الجندي أثناء قيامه بابتزاز المرضى ماليًا مقابل السماح لهم بالدخول إلى غرفة الكشف الطبي ضمن مخيم "نور السعودية" المجاني لمكافحة العمى، المموّل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمقام في مستشفى الجمهوري بتعز.
وأشار الأثوري إلى أنه فوجئ بسلوك الجندي الذي يُفترض أن يكون منظّمًا ومسهلًا لعملية الكشف وليس متكسبًا من معاناة الناس، واصفًا ما حدث بأنه "انحراف خطير عن الواجب الإنساني والأخلاقي".
لكن المفاجأة الأكبر جاءت لاحقًا، حيث بادر الجندي بتحرير محضر ضد الأثوري يتهمه فيه بالتشهير وتصويره دون إذن، مطالبًا بإحالته إلى نيابة الشرطة العسكرية، في خطوة وصفها ناشطون بأنها محاولة مكشوفة لقلب الجلاد إلى ضحية، وردع من يفضح الفساد.
وأكدت مصادر مطلعة أن الشكوى التي رفعها الجندي لقيادته حظيت بتفاعل فوري من مسؤوله المباشر، الذي أحالها بدوره إلى قيادة الشرطة العسكرية، ما فتح بابًا من الغضب والتساؤلات عن دور السلطة في حماية المرتكبين بدلًا من محاسبتهم.
وسرعان ما أعلن عدد من النشطاء والإعلاميين تضامنهم الكامل مع الأثوري، مؤكدين أن الوقوف في وجه الفساد لا يجب أن يُقابل بالملاحقة أو الترهيب، بل بالدعم والتحقيق مع المتورطين في استغلال المواطنين، خصوصًا المرضى والفقراء.
وطالبوا السلطات المحلية وقيادة المحور العسكري ووزارة الصحة بالتدخل العاجل، لوقف أي ممارسات استغلالية داخل المخيمات والمراكز الصحية، خاصة تلك التي تُقام بدعم دولي ولأهداف إنسانية.
