بخطاب جديد حافل بالتصعيد، أعلن زعيم مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، عبدالملك الحوثي، مساء الخميس، استمرار إغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية "بشكل تام"، مؤكدًا أن جماعته تواصل منع وصول السفن الإسرائيلية وتعطيل ميناء "أم الرشراش" (إيلات) جنوبي إسرائيل، ضمن ما أسماها "العمليات التضامنية" مع محور طهران – غزة.
وقال الحوثي في كلمة متلفزة بثتها وسائل إعلام الجماعة، إن ميليشياته أطلقت منذ بداية الجولة الثانية من المواجهات منتصف شهر رمضان الماضي، ما مجموعه 309 عملية هجومية تنوعت بين صواريخ باليستية وفرط صوتية وطائرات مسيّرة، استهدفت مواقع ومنشآت إسرائيلية وأخرى مرتبطة بها في البحر الأحمر.
ووصف زعيم الجماعة اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بين إسرائيل وإيران مؤخرًا، بأنه "هزيمة عسكرية قاسية" للعدو الإسرائيلي، زاعمًا أن تل أبيب "فشلت في تحقيق أهدافها من الهجوم على إيران"، وقال إن الموجات الصاروخية الإيرانية "حطمت هيبة إسرائيل وجعلت شعبها يعيش في رعب مستمر داخل الملاجئ".
وأضاف الحوثي أن ما وصفه بـ"الانتصار الإيراني بقيادة الحرس الثوري والنظام الإسلامي" يمثّل "نصرًا للأمة الإسلامية بأسرها، وللقضية الفلسطينية بشكل خاص"، معتبراً أن محاولات إسقاط إيران أو إضعافها "محكوم عليها بالفشل، ولا يمكن تحقيقها لا عسكرياً ولا سياسياً".
وأشار في حديثه إلى أن العدوان الإسرائيلي على إيران "كان مُحضّرًا له منذ أكثر من عام، بدعم أمريكي مباشر، لإزاحة طهران من طريق مشروع السيطرة الإسرائيلية على المنطقة"، إلا أن الرد الإيراني، بحسب تعبيره، "أفشل تلك المخططات، وأعاد تشكيل المعادلة الإقليمية".
ورغم التصريحات النارية والتأكيدات المتكررة على "الجهوزية"، شهدت الأسابيع الماضية تراجعًا ملحوظًا في وتيرة هجمات الحوثيين على إسرائيل، خاصة مع تصاعد الضربات المتبادلة بين تل أبيب وطهران. إلا أن الجماعة لا تزال تتبنى الهجمات التي تتزامن مع الموجات الإيرانية فقط، في ما يبدو تنسيقًا تكتيكيًا ضمن ما يُعرف بمحور "الممانعة".
ويرى مراقبون أن تصريحات الحوثي الأخيرة تمثّل محاولة لطمأنة جمهوره المحلي والإقليمي بعد تراجع وتيرة الهجمات، في ظل ضغوط دولية متصاعدة وعمليات مراقبة بحرية تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا لإحباط هجمات المليشيا في مضيق باب المندب وخليج عدن.