باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، دوّت في اليمن صرخات مؤلمة من داخل جدران السجون السرية والزنزانات الحوثية، حيث أجرت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، اليوم، جلسات استماع فردية وجماعية لعدد من الضحايا الذين كسروا جدار الصمت، وسردوا تفاصيل ما واجهوه من تعذيب وحشي ومعاملة مهينة على يد مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.
الجلسات التي أدارها القاضي ناصر العوذلي والقاضية إشراق المقطري، كشفت شهادات صادمة عن نمط مرعب من الانتهاكات الجسدية والنفسية التي طالت مدنيين في أماكن احتجاز تفتقر لأدنى مقومات الإنسانية والشرعية القانونية.
الضحايا تحدثوا عن تعذيب بالكهرباء، ضرب بالعصي، صعق، تعليق من الأطراف، خنق، تهديدات بالموت، وحبس انفرادي لأسابيع طويلة، بل إن بعضهم فقد حياته تحت وقع التعذيب، دون علاج أو رحمة.
المشاركون طالبوا بحقهم في الإنصاف وجبر الضرر، معتبرين أن صمت العالم عن هذه الجرائم يشجع الجلادين ويطيل من أمد معاناتهم.
اللجنة الوطنية للتحقيق شددت من جهتها على استمرارها في توثيق ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات الجسيمة، مؤكدة أن هذه الجرائم تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وتهديدًا لمبادئ العدالة والكرامة.
كما دعت اللجنة السلطة القضائية إلى أداء واجبها في محاسبة الجناة، وإنهاء الإفلات من العقاب، مطالبة الحكومة والمنظمات الدولية بدعم برامج التأهيل والتعافي النفسي والاجتماعي والصحي لهؤلاء الضحايا الذين ما زالت آثار القيود محفورة في أجسادهم وأرواحهم.