آخر تحديث :الخميس-26 يونيو 2025-02:22ص
اخبار وتقارير

اليمن على حافة العطش والجوع.. جفاف غير مسبوق يضرب البلاد وتحذيرات دولية من كارثة وشيكة

اليمن على حافة العطش والجوع.. جفاف غير مسبوق يضرب البلاد وتحذيرات دولية من كارثة وشيكة
الخميس - 26 يونيو 2025 - 12:32 ص بتوقيت عدن
-

تشهد اليمن هذا العام واحدة من أسوأ موجات الانحباس المطري في تاريخها الحديث، وسط تحذيرات متصاعدة من دخول البلاد في نفق مظلم من الجفاف والمجاعة، مع انعدام شبه تام للأمطار في معظم المحافظات، وارتفاع قياسي لدرجات الحرارة، وتدهور واسع للغطاء النباتي.

وقالت مصادر محلية متعددة في محافظات جبلية وساحلية، إن الموسم المطري الحالي مرّ دون أي هطول يُذكر، وهو ما انعكس سلبًا على الزراعة، والمياه الجوفية، والمراعي الطبيعية، في ظل اعتماد آلاف القرى على مياه الأمطار كمصدر رئيسي للري والشرب.

وأكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، في تقرير حديث لها صدر الأربعاء، أن البلاد تواجه ظروفًا مناخية قاسية، تنذر بتداعيات خطيرة على الأمن الغذائي وسبل العيش، نتيجة استمرار الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، مشيرة إلى أن الوضع ينذر بكارثة بيئية وإنسانية ما لم يتم التحرك العاجل.

ووفقًا لتقرير "تحديث الأرصاد الجوية الزراعية" التابع للفاو، فقد شهدت معظم مناطق اليمن نقصًا حادًا في معدلات الأمطار تراوح بين 10% و25%، بينما تجاوزت درجات الحرارة 42 درجة مئوية في المحافظات الشرقية والساحلية، ما تسبب في زيادة معدلات التبخر والنتح، وانخفاض رطوبة التربة، وتعريض المحاصيل الزراعية لإجهاد بالغ حتى في المناطق المرتفعة.

ولفت التقرير إلى أن مؤشرات الغطاء النباتي تُظهر تدهورًا واضحًا، مع ظهور علامات مبكرة للإجهاد النباتي، ما يهدد إنتاج الموسم الزراعي الرئيسي، ويزيد من مخاطر انعدام الأمن الغذائي، خاصة في المجتمعات الريفية الفقيرة.

في المقابل، حذرت جهات بيئية ومجتمعية يمنية من التباطؤ في التعامل مع الأزمة المناخية المتفاقمة، داعية الحكومة والسلطات المحلية والمنظمات الإنسانية إلى وضع خطط طارئة لتأمين مصادر مياه بديلة، ودعم المزارعين المتضررين، وتعزيز برامج الإنذار المبكر، قبل تفاقم الأزمة وتحولها إلى كارثة شاملة.

ويرى مراقبون أن البلاد أمام منعطف خطير، حيث يتقاطع الانهيار المناخي مع الحرب المستمرة منذ عشر سنوات، ما ينذر بانفجار أزمة غذاء ومياه ستكون لها عواقب مدمرة على ملايين اليمنيين، ما لم يتم التحرك العاجل على المستويين المحلي والدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.