أكد مسؤول عسكري أميركي رفيع أن مليشيا الحوثي في اليمن، رغم تراجعها مؤخرًا بفعل الضربات الجوية والضغوط الدولية، لا تزال تمثل إحدى أدوات الإزعاج الإيرانية التي قد تعود للمشهد متى ما احتاجتها طهران.
وقال الفريق ألكسوس غرينكويش، رئيس عمليات هيئة الأركان المشتركة، أمام لجنة في الكونغرس يوم الثلاثاء: "من المرجح أن يشكل الحوثيون مشكلة مستمرة... وسنواجهها مجددًا في المستقبل."
تصريحات جاءت بالتزامن مع ترشيحه لتولي قيادة القيادة الأوروبية للجيش الأميركي.
يُذكر أن الرئيس دونالد ترامب أعلن في مايو الماضي تجميد الحملة الجوية الأميركية ضد الحوثيين، وذلك بعد اتفاق غير معلن أوقف بموجبه الحوثيون استهداف السفن الأميركية قبالة سواحل اليمن، وهو ما زعمت الجماعة أنه يأتي في سياق "التضامن مع غزة"، رغم وضوح الدوافع الإيرانية التي تحرّك سلوكها.
لكن هذا "التضامن المسرحي"، كما وصفه مراقبون، انتهى سريعاً بمجرد تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران. ففي الأسبوع الماضي، هدّدت الجماعة المدعومة من إيران بالعودة لاستهداف السفن الأميركية إذا تدخلت الولايات المتحدة في الضربات الإسرائيلية على المنشآت الإيرانية.
غير أن هذه التهديدات بقيت في إطار الجعجعة الإعلامية، خصوصاً بعد أن وجّهت واشنطن ضربات مباشرة لثلاث منشآت نووية إيرانية دون أن يجرؤ الحوثيون على الرد.
وتأتي هذه التطورات فيما أعلن ترامب، أمس الإثنين، عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، ضمن جهود لاحتواء التصعيد في المنطقة.
ويشير مراقبون إلى أن تحذير غرينكويش ليس اعترافاً بقوة الحوثيين، بقدر ما هو توصيف دقيق لبقايا شبكة تخريبية تم تحجيمها لكنها لم تُجتث بعد، وتُستخدم كأداة ضغط من نظام طهران، كلما ضاق عليه الخناق.
"الحوثي ليس قوة مستقلة بل بيدق فارغ تُحركه طهران ثم تُخفيه متى شاءت"، هكذا علّق أحد المحللين العسكريين الأميركيين، في توصيف لواقع الجماعة بعد سلسلة الضربات الجوية التي أضعفت بنيتها وهيبتها في الأشهر الماضية.