آخر تحديث :الثلاثاء-24 يونيو 2025-10:40ص
اخبار وتقارير

عدن تحترق والحكومة تتفرّج.. قرارات إسعافية للكهرباء وسط غضب شعبي وانهيار معيشي شامل

عدن تحترق والحكومة تتفرّج.. قرارات إسعافية للكهرباء وسط غضب شعبي وانهيار معيشي شامل
الثلاثاء - 24 يونيو 2025 - 12:24 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

فيما تختنق العاصمة عدن تحت وطأة حرارة تجاوزت الـ40 درجة مئوية وانقطاع كهرباء دام أكثر من 22 ساعة يوميًا، أقرّ المجلس الأعلى للطاقة، يوم الإثنين، جملة من "الحلول الإسعافية" لتوفير الوقود لمحطات التوليد، خلال اجتماع ترأسه رئيس الوزراء سالم صالح بن بريك، وسط تصاعد موجة احتجاجات شعبية تهدد بانفجار غير مسبوق.

الاجتماع الذي انعقد في عدن لم يخفي عمق الأزمة، حيث ناقش المجلس تدهور أداء قطاع الكهرباء، وسبل رفع القدرة التوليدية، وتأمين الوقود، وتجاوز التحديات الفنية والإدارية، في ظل تزايد الأحمال وانهيار الخدمات بالتزامن مع دخول الصيف الحارق.

ورغم تأكيد رئيس الوزراء أن المواطنين "لا ينتظرون تصريحات، بل حلولًا ملموسة"، إلا أن الشارع العدني يرى أن الوعود الرسمية لم تعد تقنع أحدًا، في ظل استمرار الانقطاعات المهلكة، وغياب أي مؤشرات فعلية لتحسن قادم.

ليلة الأحد كانت فارقة في عدن المحتجون الغاضبون أشعلوا الإطارات وقطعوا الطرقات في الشيخ عثمان، المنصورة، ودار سعد، معبرين عن سخطهم من انعدام الكهرباء، وتحول منازلهم إلى "أفران حارقة"، في مشهد ينذر بكارثة إنسانية.

في مديرية المعلا، واصلت النساء احتجاجاتهن للأسبوع الثالث على التوالي، مطالبات بإنقاذ المدينة من الانهيار، وسط ارتفاع أسعار المياه والغاز المنزلي، وانعدام الخدمات الأساسية.

إحدى المحتجات صرخت أمام الحشود: "أين الحكومة؟ أين الكهرباء؟ أبناءنا مرضى وعدن تختنق.. نريد حياة لا شعارات".

إلى جانب الكهرباء، ضربت أزمة غاز منزلي خانقة العاصمة عدن منذ اسابيع، بعد توقف الإمدادات من مأرب، إثر احتجاجات مسلحة وقطع للطرقات.

و الأسوأ في ذلك: تقارير محلية تتحدث عن تهريب منظم لكميات كبيرة من الغاز إلى مناطق الحوثيين عبر شبكات فاسدة داخل السلطة، فيما يقف المواطن في عدن طابورًا لساعات أو يطبخ بالحطب.

يحذر خبراء ومراقبون من أن استمرار التقاعس الحكومي والتراخي في محاسبة المتورطين في ملفي الكهرباء والغاز، سيقود إلى انتفاضة شاملة قد تخرج عن السيطرة، معتبرين أن ما يجري هو "خنق ممنهج" لسكان عدن.

ويطالب ناشطون ومواطنون بإعلان "حالة طوارئ خدمية" وتشكيل غرفة عمليات لإدارة ملفي الكهرباء والطاقة بكل شفافية، وإقالة القيادات الفاشلة، وإنهاء عبث الفاسدين الذين يبيعون معاناة المواطن لصالح تجار الحرب والفساد.

عدن، التي كانت تُبشر بعاصمة الدولة الاتحادية الجديدة، تتحول اليوم إلى مدينة منكوبة، يعيش سكانها بين الظلام والحرارة والفقر، بلا أمل ولا خطة إنقاذ واضحة.