في جريمة غادرة أعادت شبح الثأر القبلي إلى الواجهة، أقدمت عناصر تابعة لمليشيا الحوثي، الإثنين، على إطلاق نار مباشر استهدف موكبًا قبليًا من قبيلة الفقمان، كان في طريقه لتأدية واجب العزاء في مدينة الحزم، مركز محافظة الجوف، الخاضعة لسيطرة الجماعة.
وأكدت مصادر قبلية مقتل الشيخ صالح العجي بن شطيف، أحد أبرز مشايخ قبيلة بكيل ومرجعها المعروف، إثر استهدافه الغادر من فوق مبنى قسم شرطة “السلامات” الواقع ضمن أراضي قبيلة “آل كثير”، في حادثة وُصفت بأنها “مخطط لإشعال فتنة قبلية طويت صفحتها منذ سنوات”.
وبحسب ذات المصادر، فإن المسلحين الحوثيين الذين نفذوا العملية ينتمون إلى قبيلة "آل كثير"، ما يُرجّح فرضية أن الجماعة تعمدت إعادة فتح صراع قبلي قديم سبق أن أُغلق بصلح مجتمعي، وذلك ضمن سياسة ممنهجة لتفكيك النسيج القبلي في الجوف والمناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقد حمّلت قبيلة الفقمان مليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن الحادثة التي وصفتها بـ"الاعتداء الجبان" على موكب قبلي كان في مهمة إنسانية واجتماعية، مؤكدة أن الاستهداف جاء من داخل قسم شرطة تابع للمليشيا، في خرق سافر للأعراف والتقاليد القبلية اليمنية التي تُحرّم القتل أثناء المناسبات الاجتماعية.
وفي أول رد رسمي، بعث عضو مجلس القيادة الرئاسي، الشيخ عثمان مجلي، برقية عزاء إلى أسرة الفقيد الشيخ صالح العجي بن شطيف، وعموم قبائل دهم وبكيل، عبّر فيها عن حزنه العميق لفقدان شخصية وطنية وقبَلية مرموقة، مشيدًا بسيرة الفقيد الذي كان رمزًا للإصلاح، وصوتًا للحكمة، وأمينًا عامًا سابقًا لمجالس الجوف المحلية.
وقال مجلي في برقيته إن “هذا الاستهداف الجبان يُعد سابقة خطيرة في تقاليد اليمنيين، الذين لطالما احترموا مواقف العزاء وحرّموها من أي اعتداء أو صراع”، مؤكدًا أن الجريمة لن تمر دون محاسبة، وأن الرد سيكون بحجم المصاب.
وتسود محافظة الجوف حالة احتقان وغليان قبلي واسع، وسط تحذيرات من انفجار مواجهة مفتوحة إذا لم تتم محاسبة الجناة ووقف سياسة الحوثيين في تفخيخ الجبهات الاجتماعية بإحياء الثارات القديمة وتمزيق الأواصر القبلية.