أعلن الممثل المقيم للأمم المتحدة والمنسق الإنساني في اليمن، جوليان هارنس، عن اقتراب استئناف ضخ المياه من منطقة الحوبان إلى مدينة تعز، في خطوة وُصفت بأنها "بداية انفراجة حقيقية" لأزمة المياه الخانقة التي تعاني منها المدينة منذ سنوات تحت الحصار والحرمان.
جاء الإعلان خلال لقاء رسمي عُقد يوم السبت، جمع المنسق الأممي بمحافظ محافظة تعز، نبيل شمسان، وعدد من مسؤولي السلطة المحلية وممثلي المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي، لمناقشة المعالجات العاجلة والجهود الدولية الرامية إلى تخفيف حدة الأزمة التي تمس حياة مئات الآلاف من السكان.
وأكد هارنس أن الجهود الفنية واللوجستية لاستئناف الضخ تسير بوتيرة متقدمة، مشيراً إلى أن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد عودة المياه إلى مدينة تعز عبر الحوبان، بفضل التنسيق المستمر مع الأطراف المعنية واستكمال صيانة الآبار وخطوط النقل.
من جهته، شدد محافظ تعز نبيل شمسان على أهمية تسريع خطوات استئناف ضخ المياه من الحوبان، بالتوازي مع مشروعي طالوق والضباب، مؤكداً أن هذه المعالجات يجب أن تندرج ضمن رؤية استراتيجية أوسع تشمل إنشاء محطة تحلية كحل جذري ونهائي لأزمة المياه المستمرة منذ عقود.
ودعا المحافظ إلى وضع آلية تشغيل شفافة وعادلة تضمن توزيع المياه لجميع مناطق المدينة عبر الشبكة المحلية، مع إشراف أممي مباشر يعزز الثقة والكفاءة، ويضمن وصول المياه للمواطنين بانتظام.
بدوره، قدم مدير مؤسسة المياه بالمحافظة، المهندس وثيق الأغبري، شرحاً تفصيلياً لخارطة الحقول والآبار التي كانت تغذي المدينة بالمياه، موضحاً أن فرق المؤسسة تواصل جهودها الفنية لإعادة الضخ إلى خزانات المؤسسة، واعتماد خارطة توزيع تضمن العدالة والمساواة في تزويد مختلف أحياء المدينة بالمياه.
وأكد المنسق الإنساني للأمم المتحدة أن ترتيبات فنية نهائية تجري حاليًا تمهيداً للتوصل إلى اتفاق شامل يعيد المياه إلى سكان تعز، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تضع هذه المسألة ضمن أولوياتها القصوى، لما تمثله من ضرورة إنسانية ملحة ترتبط بشكل مباشر بصحة وحياة المدنيين.