أعاد مشهد دامي إلى الأذهان فصول الحرب القبلية الدامية التي شهدتها المنطقة قبل أكثر من عقد، إذ انفجرت مواجهات مسلحة عنيفة، ليل الخميس الجمعة، في قرية البردون بمديرية الحداء – مسقط رأس الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني – بين قبيلتي آل الفراصي وآل العميسي، على خلفية صراع دموي متجدد على قطعة أرض.
وأكدت مصادر محلية أن الاشتباكات اندلعت مع دخول الليل، وبدأت بمناوشات بالأسلحة الخفيفة، قبل أن تتطور بشكل مفاجئ إلى استخدام أسلحة متوسطة في قلب القرية، ما أثار حالة من الذعر بين السكان، وخلّف أضراراً مادية بينها تدمير سيارة خاصة وإصابات لحقت بمنازل وإسطبلات للماشية نتيجة تبادل كثيف لإطلاق النار.
ورغم خطورة التصعيد، لم تُسجّل حتى اللحظة تدخلات من أي جهة أمنية تابعة لمحافظة ذمار، الأمر الذي أثار استياء واسعًا، وسط تصاعد المخاوف من تمدد رقعة النزاع إلى مناطق مجاورة، خصوصاً في ظل وجود تاريخ طويل من الثأر والحروب بين العشيرتين.
وتعود الذاكرة المحلية إلى حرب دامية شهدتها القرية ذاتها قبل نحو 15 عامًا، أزهقت أرواح العشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، ووضعت أوزارها حينها بوساطة قبلية شاقة شاركت فيها قبائل الحداء وعنس وصنعاء.
اليوم، تعود البردون إلى الواجهة مجددًا، ليس كشاعرية البردوني، بل كنقطة مشتعلة تنذر بتكرار مآسي قبلية مهملة، في ظل غياب دولة تفرض القانون، أو حتى تسعى لاحتواء النزاعات المتفجرة في مناطق تقبع على فوهة بندقية.