أطلق الكاتب والمفكر السياسي اليمني نجيب عبدالرحمن السعدي تحذيراً حادّ اللهجة، من محاولات خطيرة لتزييف الوعي العربي عبر تصوير كل من يناهض المشروع الإيراني في المنطقة، على أنه بالضرورة مؤيد لإسرائيل، مؤكداً أن هذا التضليل لا يخدم إلا الأجندات المعادية للأمة العربية.
وفي منشور ناري على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، قال السعدي:"ثمة توجه مخيف يحاول إسكات الأصوات الرافضة للتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، من خلال شيطنتها واتهامها بالتحالف مع إسرائيل. هذا منطق مقلوب وخطير يهدف إلى خنق كل رأي وطني يدافع عن كرامة الأمة وحقها في تقرير مصيرها".
وأكد السعدي أن المعادلة التي تُسوّق اليوم، والقائلة بأن "إيران ضرورة لمعادلة الردع في وجه إسرائيل"، ليست سوى كذبة استراتيجية يُراد منها تحويل إيران من خطر حقيقي مزّق النسيج العربي إلى "حليف مضطر"، في محاولة لإضفاء شرعية على تدخلاتها وجرائم أذرعها المسلحة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.
وقال السعدي بوضوح: "نحن نقف ضد إيران وضد إسرائيل، فهما وجهان لعملة واحدة... إسرائيل عدو واضح ودخيل منذ 80 عاماً، أما إيران فعدو متسلل تفنن في تدمير الدول العربية من الداخل وتحويل بوصلتها من مواجهة العدو الصهيوني إلى صراعات أهلية دامية."
وأضاف أن الشعوب العربية التي كانت موحدة تحت راية الصراع مع الكيان الإسرائيلي، أصبحت اليوم منهكة وممزقة بفعل تدخلات إيران ومليشياتها، التي سعت لخلخلة الجبهات الداخلية وتفتيت المجتمعات من الداخل.
وشدد السعدي على أن سقوط النظام الإيراني لا يعني نهاية الصراع، لكنه خطوة أولى ضرورية لإعادة توجيه بوصلة الأمة نحو عدوها الحقيقي، قائلاً: "عندها فقط سنتفرغ لمواجهة إسرائيل، ونحشد طاقات الأمة لصالح معركتنا المصيرية، فإيران تقتل من الداخل، وإسرائيل تتوسع في العلن… وكلاهما مشروع استعماري يستهدف وجودنا."
وختم السعدي رسالته بتأكيده أن الأمة العربية قادرة على النهوض وتشكيل مشروعها القومي التحرري، مشيراً إلى أن "مصر بعمقها التاريخي، والسعودية بثقلها الديني والاقتصادي، ومعهما شعوب عربية متحفزة، قادرون على بناء مشروع عربي يواجه الأخطار ويستعيد الحقوق".