أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية، اليوم الثلاثاء، أن الانهيار الصخري المفاجئ الذي ضرب “عقبة عدن” مطلع الأسبوع الماضي ليس مجرد حادث عابر، بل رسالة إنذار طبيعية تنذر بكارثة محققة إن استمرت حالة الإهمال والتقاعس.
الهيئة وصفت ما جرى في يوم الأحد 8 يونيو بـ"الإنذار الإلهي"، مشيرة إلى أن النجاة من الفاجعة كانت "محض صدفة" نتيجة تزامن الحادث مع عطلة عيد الأضحى، التي خففت حركة المرور في الطريق الحيوي، مما حال دون سقوط ضحايا بشرية.
لكن الهيئة حذّرت من أن "الأسوأ لم يأت بعد"، حيث باشر الفريق الجيولوجي التابع لها بإجراء دراسات ميدانية شاملة لامتداد العقبة بالكامل، بما في ذلك منطقة كسارة الخساف، لتحديد بؤر الانفصال الصخري ونقاط التهديد المتزايد.
و وفقاً للمختصين، فإن الطبيعة الجيولوجية للعقبة وتراكم الإهمال في أعمال الصيانة والردم، إضافة إلى العشوائية في إنشاءات محيطة، جعلت المنطقة في وضع هشّ أقرب إلى "ساعة انهيار معلنة" يمكن أن تنفجر في أي لحظة ومعها حياة المئات من مستخدمي الطريق.
الهيئة شددت على ضرورة التدخل الفوري من قبل السلطة المحلية في عدن، مؤكدة أنها ستقوم خلال الأيام المقبلة بتسليم تقرير فني شامل يتضمن توصيات عاجلة للمعالجة الهندسية ودرء الخطر الداهم، محذّرة في الوقت ذاته من تجاهل هذه المؤشرات.
وفي ظل تكرار الانهيارات في العقبة الحيوية التي تربط عدن بالمناطق الشرقية، تسود حالة من القلق الشعبي من تكرار سيناريو "الكارثة المؤجلة" في كل موسم أمطار أو حركة جيولوجية غير متوقعة.