تشهد محافظة تعز، تفشيًا مقلقًا لوباء الكوليرا، وسط تدهور الخدمات الصحية وتراجع الاستجابة الطارئة، حيث سجلت المحافظة أكثر من 1,730 حالة اشتباه جديدة بالإسهالات المائية الحادة والكوليرا خلال النصف الأول من يونيو الجاري، في موجة انتشار وصفت بأنها "الأشد" منذ بداية العام.
وكشف تيسير السامعي، مسؤول الإعلام في مكتب الصحة بتعز، في بيان نشره على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن عدد حالات الاشتباه ارتفع بشكل كبير من 1,260 حالة مسجلة في مطلع يونيو إلى 1,734 حالة حتى منتصف الشهر، أي بزيادة 474 حالة جديدة خلال أسبوعين فقط.
وأشار السامعي إلى أن حالات الإصابة المؤكدة شهدت أيضًا قفزة مفزعة، حيث ارتفعت من 29 حالة مؤكدة إلى 116 حالة، ما يعني تسجيل 87 حالة إصابة مؤكدة جديدة خلال فترة قصيرة، بينما ارتفعت حالات الوفاة من ثلاث إلى خمس حالات، ما يعكس تطورًا خطيرًا في مؤشرات التفشي.
وقال السامعي إن "المؤشرات الوبائية الحالية تنذر بموجة جديدة من الوباء"، داعيًا المواطنين إلى الالتزام الصارم بإجراءات الوقاية والنظافة الشخصية، وتكثيف حملات التوعية في الأحياء والمناطق الريفية، للحد من انتشار المرض وإنقاذ الأرواح.
يأتي هذا التصاعد في ظل بنية صحية هشة تعاني من نقص حاد في الأدوية والمحاليل الوريدية، ما يضاعف من حجم الكارثة ويهدد بانفجار صحي إذا لم تُتخذ تدابير عاجلة على المستويين المحلي والدولي.